الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دعوات لبناء صناديق استثمارية لاستدامة الاقتصاد الإبداعي

جانب من جلسة «مستقبل الاقتصاد الإبداعي» بالمهرجان (من المصدر)
4 فبراير 2022 01:34

نوف الموسى (دبي)

أعلنت وزارة الثقافة والشباب عن رعايتها مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي تنظمه مؤسسة الإمارات للآداب بدبي في الفترة ما بين 3 و13 فبراير الجاري، حيث تشارك الوزارة عبر جلسات تفاعلية تناقش أهمية الاقتصاد الإبداعي، ودور الصناعات الثقافية والإبداعية في تحديد ملامح المستقبل ليكون ضمن أبرز القطاعات نمواً، كما تركز في جلساتها على اللغة العربية وتستعرض جهودها للنهوض بها لتتبوأ مكانتها اللائقة، باعتبارها مكون الهوية الوطنية الرئيس.

حوار بين الثقافات
قال مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب: «إن مشاركة الوزارة، ورعايتها للمهرجان، تنبع من الحرص على دعم المبدعين والموهوبين في مختلف المجالات، والسعي لتعزيز الحوار بين مختلف الثقافات، والحفاظ على المكتسبات الثقافية وتطوير الخبرات والمهارات التي تمثل أهم عناصر الاستدامة، وتدعم الاقتصاد القائم على المعرفة، فضلاً عن تحقيق أهداف الوزارة المتمثلة في دعم الأنشطة الثقافية والفنية وإنتاج المعرفة، وتشجيع الحركة الفنية وزيادة الوعي بالأدوار التعليمية والاجتماعية، بالشراكة مع المؤسسات الثقافية والفنية الوطنية والدولية».

خدمة التنمية المستدامة
ومن جانبها، أكدت إيزابيل أبو الهول، المديرة التنفيذية وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الإمارات للآداب، أن الشراكة الاستراتيجية بين المؤسسة ووزارة الثقافة والشباب، تثري برنامج المهرجان بشكل كبير، لأنه قائم على الحوارات المتنوعة والغنية التي يقدمها عدد من أهم الأسماء في عالم الأدب والفن والثقافة. وأضافت: «نتطلع إلى تعزيز علاقات الشراكة مع الوزارة ومواصلة التنسيق المستمر معها مستقبلاً، بما يخدم تعزيز منظومة العمل الثقافي في الدولة، ويسهم في زيادة مساهمة القطاع الثقافي في خدمة التنمية المستدامة، بما يتناسب مع توجهات القيادة الرشيدة للخمسين عاماً المقبلة».
كما ترعى وزارة الثقافة والشباب جلسة اللغة العربية التي تناقش ظاهر المشهد الذي تتفاعل فيه مصطلحات اللغة العربية بشكل مرن مع القضايا اليومية، وصولاً إلى دورها في الواقع الأكاديمي والتكنولوجي العلمي، وقضايا الترجمة التي تحتل أهمية بالغة في القدرة على ترسيخ الهوية والتعريف بها، حيث تأتي هذه الجلسة استمراراً لجهود الوزارة ودورها الواضح في دعم لغة الضاد، خاصة بعد إطلاق تقرير حالة اللغة العربية والإعلان عن مخرجات وتوصيات الدورة الافتتاحية لقمة اللغة العربية، بالشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية.

«شجرة شعر العالم»
أما الجلسة الثالثة فتتناول تفاصيل «شجرة شعر العالم»، وهي عبارة عن أنطولوجيا شعرية رقمية أطلقت من قبل وزارة الثقافة والشباب، يشارك فيها أكثر من 360 من كبار الشعراء في العالم، يقدمون قصائدهم في الأمل والحب والسلام إلى العالم بعد التعافي من جائحة (كوفيد-19).
وفي جلسة نادي معجبي «الأنمي»، يناقش رائدا عمل الرسوم المتحركة كين أرتو وفاضل سعيد المهيري أعمالهما في الرسوم المتحركة والعروض الملهمة، كما سيناقشان كيف ساهم فهم الأنمي في جعل اليابان قوة ثقافية عالمية في هذا المجال، وكيف أثر في اقتصادها إيجابياً، فيما ستتناول الجلسة الأخيرة التي ترعاها الوزارة، الشخصيات الأدبية أو التلفزيونية أو السينمائية العالقة في الذاكرة، وكيف تُبنى الشخصيات على الورق ثم تتحول درامياً إلى شخصيات ساحرة ومثيرة لاهتمام المشاهدين.

  • المهرجان يهدف إلى إثراء المعرفة ونشر ثقافة القراءة (تصوير: حسن الرئيسي)
    المهرجان يهدف إلى إثراء المعرفة ونشر ثقافة القراءة (تصوير: حسن الرئيسي)

صناديق استثمارية
وبدوره، أكد المغني والملحن والمنتج عبدالله مستريح النعيمي، المدير التنفيذي ومؤسس «غنوة»، في جلسة «مستقبل الاقتصاد الإبداعي»، أمس، على أهمية وضع آليات لبناء صناديق استثمارية تدعم استدامة الاقتصاد الإبداعي، فهذا الأمر يُعد مرتكزاً أساسياً للوصول إلى ما نعنيه بتمويل الأسواق الإبداعية، موضحاً أن الآليات تعتمد على تأسيس شبكات تربط بين المؤسسات الرأسمالية والمؤسسات الحكومية ومجتمعات الموهوبين والقطاعات الخاصة في مختلف التخصصات ذات العلاقة من مثل التأمينات والمؤسسات المصرفية، إلى جانب التشريعات ودورها في تشجيع المستثمرين الأجانب، من خلال وضع خريطة طريق تضمن لهم مستويات من الحقوق والواجبات فيما يتعلق بالاستثمار في القطاعات الإبداعية. وقال النعيمي «نملك في الإمارات الإمكانات الإبداعية على مستوى الأفراد، والتخطيط الاستراتيجي، والفضاءات الفنية والأدوات على المستوى اللوجستي، وجميعها تحتاج إلى نظام مستدام يستوعب حركتها وتطورها وفهم أبعاد النمو مع الوقت». 

ثلاثة محاور
من جهتها، قالت وحيدة الحضرمي، رئيس قسم الشراكات وبرامج الترويج للصناعات الثقافية والإبداعية بوزارة الثقافة والشباب، إن «الإعلان عن تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافة والإبداعية، لـ 10 سنوات المقبلة، جاء سعياً إلى جعل القطاع ضمن أهم 10 صناعات اقتصادية في الدولة، وهو تأصيل للتجربة المعرفية من خلال إتاحة قاعدة بيانات حيّوية، تتضمن ما نحتاجه فيما يتعلق بحاجتنا إلى فهم القطاعات الـ 6 المستهدفة على مستوى دولة الإمارات، مثل كيف تتفاعل كل إمارة مع مختلف القطاعات». واعتبرت أن رحلة اكتشاف المنظومة وطبيعتها، بدأت بالسؤال حول التعريف، ما الذي نعنيه بالصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، وصولاً إلى تحديد 40 مبادرة، ضمن الاستراتيجية، تستهدف ثلاثة محاور رئيسة وهي «محور الموهوبين والمبدعين»، و«محور المهنيين»، و«محور تمكين بيئة الأعمال».
ولفتت الحضرمي، إلى أهمية أن يسعى المبدعون الشباب إلى مشاركة تلك الاهتمامات الإبداعية مع المحيط، تدريجياً، مثل أن يطلب المبدع من أهله مرافقته إلى أماكن فنية ويدعو الأصدقاء إلى مساحات إبداعية، قد تضفي على الأشخاص في محيطه مع الوقت، حباً وتقديراً للتجربة الإبداعية، وهي بطبيعة الحال تمثل مرحلة من التراكم والاستمرارية تحتاجها المجتمعات، لتعزيز استدامة دور الفنون وقوتها في تأسيس المنجزات الحضارية في الأمم. 

بطل خارق
وشاركت الكاتبة نورة العوضي، جمهور الجلسة تجربتها الإبداعية حول كتابها «خليفة» والذي يتحدث عن بطل إماراتي خارق، موضحة تفاصيل جمالية حول ما يمكن أن نطلق عليه الخدمات الإبداعية، فمن خلال خلفيتها في مجال الأعمال وتقنية المعلومات، قالت العوضي إنه من المهم إدراك حاجة المجتمعات الإبداعية إلى الاتصال والعلاقات بين مختلف القطاعات الداعمة. 
كما قامت العوضي بتقدم خدمات إبداعية لموهوبين لا يملكون معرفة كافية بالسوق، ويفتقدون إلى خريطة طريق، حيث ينتهي بهم الأمر بالعمل في وظيفة اعتيادية، وممارسة الفن كعمل جانبي، وما تعمل عليه ليس فقط الاتصال بالمؤسسات الحكومية، ولكنها تبحث عن اتصال أعمق بين مختلف القطاعات الخاصة، وهذا ما أنجزته من خلال تواصلها مع إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال الكتب المصورة وهي Speedy Comics، لتكون همزة وصل بينهم جميعاً.

مستقبل الفن
شرح الفنان جوزيبي موسكاتيلو، مؤسس مشارك لـ«Foundry» الفني في دبي، التقنيات الحديثة وأثرها في القطاعات الفنية، وأبرزها «NFT» والتي تعني رموز غير قابلة للاستبدال، وتقنية «البلوك تشين» والتي ساهمت بشكل ما في عملية الدمج المجتمعي في قدرة الأفراد في المشاركة، دونما وحدة مركزية، تحدد مصير العملات وقيمتها، ما أحدث نقلة كبيرة في القطاع الثقافي والفني، ويكاد ينبأ بمستقبل مختلف تماماً وتحديداً في الطريقة التي نتعاطى فيها مع الفنون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©