الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كلارا دوبون ودجايلي أمادو على مائدة جائزة «غونكور»

دجايلي أمادو (يمين) وكلارا دوبون خلال احتفالية «غونكور» (من المصدر)
23 يناير 2022 01:03

محمود إسماعيل بدر (بيروت)

سجّل الأسبوع الثاني من العام الجاري من الأجندة الأدبية الفرنكوفونية الفرنسية في لبنان، حدثين ثقافيين بارزين، بإعلان خيار جائزة «غونكور للشرق 2021» الأدبية، في نسختها العاشرة، لرواية «التأقلم» للكاتبة والصحفية الفرنسية كلارا دوبون مونو (باريس 7 أكتوبر 1973)، بحضور الفائزة بذات الجائزة لعام 2020، الروائية والنّاشطة النّسوية الكاميرونية، دجايلي أمادو آمال (ياوندي 1975)، عن روايتها «نافذات الصابرات»، والتي تحدثت عن تجربتها في جحيم الزّواج المبكّر والعنف المنزلي، ودور الكتابة كعلاج أساسي لنشر الوعي بين النّاس حيال الموروثات الاجتماعية المتطرفة، وتعكس هاتان المحطتان أهمية بالغة في تمثل التّنوّع الثقافي واللغوي ودور الحوار والإصغاء إلى الآخر، لتكريس مفهوم أمثل لحوار الثقافات، وتتطرق الرواية إلى نضال النساء ضد العنف الذي يتعرضن له، وضد الزواج القسري، وتعدد الزوجات دون مبررات منطقية.

  • غلاف رواية «التأقلم»
    غلاف رواية «التأقلم»

الحدث الذي تمّ تنظيمه حضورياً من قبل الوكالة الجامعية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط، بالشّراكة مع المعهد الفرنسي في بيروت، وحضور نخبة من أعضاء لجنة تحكيم الجائزة المؤلفة من 33 عضواً، يمثلون 33 جامعة من 11 بلداً في الشرق الأوسط: جيبوتي، الإمارات، مصر، العراق، السعودية، الأردن، السودان، سوريا، لبنان، قبرص، وإيران، يكشف لنا الكثير من الحديث الشائك عن رواية «التأقلم» التي تفيض إنسانية، كون مؤلفتها تخوض من خلالها مغامرة روائية بالغة الحساسية، مركزة على مجموعة من القيم العائلية، معلية من أهمية الترابط الأسري والاجتماعي في ظل هيمنة العولمة، في ظلال سؤال مطروح على مدار أحداث هذا العمل الأدبي الرفيع على طول فصوله الثلاثة، وهو: كيف يمكن لأي أسرة أن تعيش حياتها بعد وصول ابن مصاب بإعاقة تمنعه من العيش بشكل طبيعي، ويأتي تميز هذه الرواية من أن كاتبتها تمنح صوتاً للحجارة العتيقة في بيت العائلة، كي تصف ما حدث، في أنسنة غير مسبوقة، فالحجارة هنا تمتزج رمزياً، ومتخيلاً مع الشخصيات، حجارة ناطقة، لها آذان وعينان، وكأن لسان حال الكاتبة يقول: إن الحجارة تتكلم، لتحكي عمّا تراه من معاناة هذه العائلة وآلامها في سلسلة من الدراما التي لا تنتهي.

  • غلاف رواية «نافذات الصبر»
    غلاف رواية «نافذات الصبر»

دوبون التي بدأت حياتها المهنية صحفية لمجلة كوزموبوليتان، ثم رئيسة تحرير للصفحات الثقافية فيها، كتبت سلسلة من الروايات العائلية، من أفضلها وترجم إلى لغات عالمية عدة، رواية «الزوج المنسي» ثم روايتها التي نشرتها عام 2007، بعنوان «نضال امرأة من القرن الثاني عشر»، وفي عام 2011 نشرت روايتها «نيستور رند ليه آرميس»، ثم أصدرت واحداً من أهم كتبها الإشكالية، «جنون الملك»، وهو قراءة لأسطورة «تريستان وايزو» عن امرأة معاصرة من أنصار الحركة النسوية قبل أوانها. 
أما الكاتبة الكاميرونية دجايلي أمادو آمال، صاحبة رواية «فن تقاسم الزوج»، المولودة لأم مصرية، الملقبة بـ«صوت اللواتي لا صوت لهن» في إفريقيا، فتخترق في روايتها «نافذات الصبر» القوقعة التي تعيش فيها غالبية نساء الكاميرون على وجه الخصوص، ونساء المناطق الساحلية الإفريقية عموماً، وتصف فيها عزلتهن وخضوعهن لرحمة الذكورية الأبوية والزواج القسري، والحرمان من التعليم، بصياغة إنسانية ودون زخرفة لغوية خادعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©