الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الفنون الإسلامية 24».. منطلقات مختلفة وغاية واحدة

فنون إسلامية متنوعة قدمها المهرجان في نسخته «تدرجات» (أرشيفية)
29 ديسمبر 2021 00:20

محمد عبدالسميع (الشارقة)

تنوعت منطلقات أعمال فنانين مشاركين في الدورة الـ24 من مهرجان الفنون الإسلامية التي تحمل شعار «تدرجات»، فمنهم من انطلق من التجريد الإسلامي، ومنهم من استثمر ثنائية الظل والنور والتكرار، وآخرون قرروا العودة إلى طفولتهم ليستلوا منها ذكريات يجسدونها في أعمال فنية بلغت نحو 284 عملاً فنياً من حروفيات، وجداريات، ولوحات في الخطّ والزخرفة، إلا أنهم اتفقوا على دعم هدف المهرجان وهو تعزيز حضور الفنون الإسلامية في المشهد الثقافي، وإظهار قدرتها على التطور.
ومن الأعمال ما يذهب إلى التجريد في الفن الإسلامي، كما في أعمال الفنانتين كريمة الشوملي وإيمان إبراهيم من الإمارات، وعنوان «تسطير الحياة» في التقسيم الطبيعي للدائرة لأقسام منتظمة للانطلاق للعديد من الأنماط الإسلامية التقليدية، لتمثيل الشخصيات والانتماءات والأرواح والمعتقدات، كجزء من التنوع.
استثمر فنانون ظاهرة الظل والنور والشكل والتكرار، كتقاليد للزخرفة والأنماط الإسلامية بتدرجات لونية لاستكشاف الشكل والهيكل، كما لدى الفنان الأميركي ماثيو شليان. ويعطي بعض الأعمال معنى جديداً للصوت بتحويله إلى أنماط بصرية باستخدام وسائط مختلفة، كما لدى الفنان السوري مجد علوش.
واستعاد فنانون ذاكرتهم الطفولية في المكان، من خلال توثيق فوتوغرافي لثمانية أبواب في حي الطفولة، مثل الفنانة القطرية مشاعل في عملها «8». ومن الأعمال ما يتوخّى مخاطبة الوعي الإنساني بجماليات الطبيعة ومواكبة العصر، في الخطوط ودرجاتها والبناء الشكلي والعلاقات الخطية واللونية، كما في عمل «المحراب»، للفنانة الإماراتيّة نجاة مكّي.
وفي حين يتبع فنانون أجزاء الطيف المتكرر في سبعة أشكال على طائرة ورقيّة، كما عند الفنان نيما نابافي من الولايات المتحدة، تتأمل الفنانة الإيرانية يسرى أمامي زادة في عملها «نَفس»، الحالة السيكولوجية وسلوكات البشر كمعركة مستمرة مع أنفسنا الداخلية، من خلال الهندسة والسماء والنجوم.
وحاكى فنانون أجانب المئذنة، بحمولاتها الإسلاميّة، كما لدى الفنان الصيني داي دريمرز، في اشتغاله على الطوب الأحمر لمحاكاته وتقديمه رحلة تأمّل.
وسعى فنانون بالتشارك، إلى فهم محور المهرجان «تدرجات»، من خلال أرقام ذات صلة دينية بالإسلام والأديان الأخرى، انطلاقاً من أنّ التدرج هو عملية اختلاط بين كيان وآخر، كما في أعمال الفنانين: مودو ميثود وليث مهدي من العراق والإمارات.
وبدا «الهلال» قيمة رائعة في الاشتغال عليه بنماذج هندسية ذات دلالة، كما في اشتغالات الفنانة بيا جنسن من الدنمارك، والفنان مات ماكونيل من الولايات المتحدة، في عملهما «هلال» من خلال مزج الشكل السداسي والحلزوني بناء على أسس هندسيّة، بتدرجات الألوان الشفافة المتناثرة لإضفاء اللون على القطعة والمناظر الطبيعية.
واستثمر فنانون مفهوم الدائرة في حالة الاكتمال، لإبراز عناوين أعمالهم التي تحمل التسامح والسلام والإحسان، كما لدى الفنان اليمني، المقيم في فرنسا، ناصر الأسودي.
واشتغل فنانون على نمط هندسي يتعلق بالزخارف المتعددة للثقافة الإسلامية، من خلال السطح العاكس للنحت واندماج الأشكال بمزيد من الزخرفة، كما في عمل «سيتي سكوب» للفنان الألماني ماركو همرلنج واستثماره خلفية معمارية على هيكل شبيه بالبلور.
كما نجد أعمالاً تجمع بين فنون عالمية، مثل الفن الفارسي والهندي والفن الحديث والزخارف الإسلامية، كما يبرز ذلك في عنوان معرض الفنان الإماراتي علي كشواني «إحياء» للفن العربي والإسلامي في رحلته ومسيرته المهمة.
وتبرز الصحراء في أعمال فنيّة متناغمة تعكس لمعان الرمال بتداخلات حروفية لافتة وجداريات، مثل عنوان «إحساس حرف» للفنانة الإماراتيّة فاطمة الحمادي.

الخط العربي
برز في مهرجان الفنون الإسلامية في نسخته الـ24، والذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة، مشاركة الخطّ العربي عبر كتابة آيات من القرآن الكريم، والبسملات، والأحاديث الشريفة، والحكم، والأمثال، والأشعار، والأدعية، والزخرفة والخط، وجماليات اللغة البصريّة، وكذلك التذهيب. وقد شارك في معارض الخطّ الفنانون: السوري محمد فاروق الحداد، والعراقي محمد النوري، ومصعب الدوري، والتركية بتول ديمير، والتركي حسين كوندوز، والسوري جلال المحارب، والعراقي وسام الصائغ وسمية جاسم، والفنانات الإيرانيّات: آروز شالي، بروانة لطفي، بوران آذركمان، فاطمة دوستي، وزهرة دوستي، ومنيرة كلهر، وستارة قنبري.
وشهد المهرجان مشاركة جادة لجمعية الإمارات لفن الخطّ العربي والزخرفة بأعمال خطاطين من الإمارات، وهم: فاطمة سالمين، وفاطمة الظنحاني، وعبدالشكور حسين تهلك، وعمران البلوشي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©