عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
حصدت الباحثة والأكاديمية الإماراتية الدكتورة نعيمة الحوسني، جائزة النسخة الـ 20 من جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة (2020 – 2021)، فئة «الرحلة المترجمة» عن كتابها «خرائط ورحلات: السفر في أعماق إفريقيا 1795 – 1797» للكاتب والمستكشف الأسكتلندي مونغو بارك (1771 – 1806)، وذلك بحسب ما أعلنه المركز العربي للأدب الجغرافي، «ارتياد الآفاق في أبوظبي ولندن»، أمس الأول، بعد قرار لجنة التحكيم المكونة من كل من: خلدون الشمعة، عبد الرحمن بسيسو، أحمد برقاوي، عبد النبي ذاكر، مفيد نجم، وتيسير خلف، إلى جانب تبنّي الجائزة إصدار الكتاب في طبعة جديدة، بالتعاون مع «دار المتوسط» في ميلانو الإيطالية، ويمنح المركز جوائز ابن بطوطة سنوياً منذ عام 2003 لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة عربياً، في فروع مختلفة من أوجه الإبداع، ومنها فرع الترجمة الذي تمت إضافته منذ عام 2011.
وتعد الحوسني الأستاذة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، الحائزة شهادة الدكتوراه من جامعة كنساس، باحثة معروفة في علم وممارسة رسم الخرائط، واهتمامها بنقل المعرفة والخبرة التي اكتسبتها لطلبة الجامعة، سواء في مجال نظم المعلومات الجغرافية أو الاستشعار عن بعد والبيئة والسياحة والتعليم، هذا إلى جانب إسهاماتها النوعية في نقل الأبحاث العلمية إلى الجمهور العربي والباحثين من خلال ترجمتها لعدد من الكتب المهمة عالمياً في مجال تخصصها، وقد أسهم ذلك في حصولها على جائزة جامعة الإمارات للتميز في التدريس لعام 2017، وجائزة خليفة التربوية، وجائزة سعيد بن راشد آل مكتوم للتفوق العلمي، بجانب عديد الجوائز والشهادات التقديرية من مؤسسات عربية ودولية مرموقة.
أكدت الحوسني، التي قدمت دراسة مستفيضة كمقدمة لترجمة كتابها، إن هذا الفوز الثمين، هو إنجاز جديد للثقافة والإبداع الإماراتي، الذي بات يتصدر خارطة فن الترجمة في إطار مؤسساتي عبر نخبة من المشاريع التي تساهم اليوم في نقل ثقافات العالم، ونقل ما في خزانة أدب الرحلة إلى لغات مختلفة، فيما يذكرنا أدب الرحلات بديهياً بالرحالة الشهير ابن بطوطة، أحد أقدم الأنماط الأدبية، التي تم ضبط مفهومها مبكرا، وأصبحت فرصة للتواصل بين كاتب يسرد رحلة مثيرة للانتباه وبين قارئ يبحث عن سبل لاكتشاف الآخر، ما يدفعنا للقول إننا في أمس الحاجة اليوم إلى ذلك الفكر المتمدن، والعمل أيضاً على نقل ما في أدب الرحلة العربية التي تمتد على على مدى قرون، إلى لغات أخرى ليتعرف القارئ الغربي عن قرب على طبيعة نظرة العربي إلى الآخر، ونظرته إلى نفسه من خلال سفره في دنيا الآخر، منوهة إلى أن الإمارات منصة عالمية للبحث والترجمة وبناء جسور متينة مع ثقافات العالم بوجه خاص، والإبداع الإنساني بوجه عام.
يذكر أن الجائزة التي يرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي، ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر السوري نوري الجراح، تأسست عام 2002، ومن المنتظر أن يقام حفل توزيع الجوائز على مستحقيها ومن بينهم نعيمة الحوسني مطلع مايو المقبل، حيث ترافق الحفل ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة، يشارك فيها إلى جانب الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم، عدد من الباحثين والخبراء العرب المتعاونين مع المركز العربي للأدب الجغرافي.
