عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
يرافق مهرجان الحصن يومياً، عروضاً سينمائية تسافر بالمشاهد إلى الماضي، وتروي ما جرى على هذه الأرض الطيبة، وهذه العروض انطلقت من فيلم وثائقي عن المجلس الاستشاري الوطني، حيث يسلط الضوء على مجلس الشيخ زايد الأول، وصولاً إلى الخطاب الافتتاحي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد جرى عرضه في المبنى الاستشاري بجوار قصر الحصن، بينما تم عرض عدد من الأفلام الأخرى أمام الحضور على الشاشة الكبيرة التي خصصتها «إيمج نيشن» أبوظبي، منها فيلم «تاريخ التجارة بالإمارات» الذي يكشف عن موقع الدولة المهم الذي يساعد عبر موانئه للعبور إلى مدن العلم، بينما استمد فيلم «تاريخ المجتمع وعاداته وتقاليده» مقولة الشيخ زايد «من لا يعرف ماضيه لا يعرف حاضره»، و«من الماضي نتعلم»، كما أظهر الفيلم لمحات من تاريخ المدن وسكوك العملات قبل الهجرة النبوية، إضافة إلى اكتشافات الآثار القديمة، وكيف استخدم الإنسان الأول الحجارة قبل السكاكين، إضافة إلى أهمية موقع الغافة الاستراتيجي، وأهمية جزيرة «مروح» لما تمثله من قيمة تاريخية عريقة وبيئة برية وبحرية نادرة في الإمارات، كما رصد الفيلم الهياكل المعمارية لهذه الجزيرة، وقد تبع العرض السينمائي سرد تاريخ الإمارات في الابتكار، منذ قيام الاتحاد.
«عدسة عبر الزمن»
ومن يزور مهرجان قصر الحصن لا بد من أن يلقي نظرة سريعة على معرض «عدسة عبر الزمن»، الذي يشهد مجموعة من الصور التي التقطتها عدسات مؤرخين ورحالة زاروا قصر الحصن عبر العقود الماضية، إلى جانب مجموعة من الصور الحديثة، وصور أخرى التقطها فائزون بمسابقة قصر الحصن للتصوير الفوتوغرافي، ويكشف المعرض مدى تطور القصر على مر السنين من خلال الصور، مما يؤكد أن الصور ليست شكلاً من أشكال الفن فقط، بل هي وسيلة أيضاً للتوثيق والتواصل والتعبير، كما أنها مهمة أيضاً للمؤرخين، حيث تشير الصور ومقاطع الفيديو المعروضة إلى موقع الحصن من أقدم صورة، وصولاً إلى أكثر الصور إبداعاً والتي تم التقاطها هذا العام، كما تبين بعض الصور عدداً من الرحالة والمصورين والصحفيين الذين زاروا الحصن طوال القرن العشرين والعقدين الماضيين من القرن الجديد، وكانت الصور التي يلتقطونها إحدى الطرق التي تمكن من خلالها الحفاظ على تاريخ الحصن، واكتشاف تطور القصر عبر الزمن، كما تظهر بعض هذه الصور الهندسة المعمارية التي بني عليها قصر الحصن ولمحات من الحياة اليومية للأشخاص الذين سكنوه.
ورشة الخط الكوفي
أما في ورشة الخط الكوفي، فنرى فيها الأطفال يكتبون بأحجار «الفسيفساء» لرسم الكلمات باللغة العربية، عن طريق أحجار ملونة تشد انتباه الطفل، وهو أسلوب جديد محبب لدى الصغار، وهذا ما أكدته معلمتا الرسم هاجر الكثيري، ومريم رائد اللتان تدربتا على فنون الخط على يد الخطاط محمد مندي في المجمع الثقافي، واليوم تلقيان دروساً في فنون الخط وزخرفة «الموزاييك» بالخط الكوفي، وقد عبرتا عن سعادتهما بإقبال الأطفال على هذه الورش لتعلم فنون الخط العربي وإتقانه.
