الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معارض كتب عربية تتجاوز التقليدية.. هل نعود إلى سوق عكاظ؟

مئات الفعاليات الثقافية رافقت معرضي أبوظبي الدولي للكتاب والشارقة الدولي للكتاب (أرشيفية)
19 نوفمبر 2021 01:34

محمود إسماعيل بدر (عمان)

شهد عدد من معارض الكتب خليجياً وعربياً هذا العام الجاري صحوة ثقافية غير مسبوقة، بعد أن تجاوزت «الافتراضي»، الذي كرّسته جائحة «كورونا»، إلى التّماس المباشر مع محبي الكتاب الورقي، ما يعدّ عودة الرّوح إلى الثقافة العربية داخل محيطها الجغرافي كمعارض الشارقة وأبوظبي وعمّان والرّياض وبغداد والبصرة وتونس، أو خارجه كما هو الحال في نسخة «مالمو» السويدية للكتاب العربي، في مشهدية هي الأقرب إلى «سوق عكاظ»، أحد أهم الأسواق الثقافية ما قبل الإسلام، التي تعود بدايتها إلى 501 ميلادي، والتي كانت ملتقى كبيراً يجتمع فيه العرب للتجارة، ومن أجل قراءة ومبارزات الشّعر والمفاخرات وإلقاء المواعظ والخطب، والنّقد وبيع مخطوطات الكتب، وإحياء العروض التي تعرّف بالموروث الثقافي والغنائي لكل قبيلة. 
ومجرد النّظر في هذا التّنوع الاحتفالي الذي كان قائماً في التراث العربي القديم، كفيل بجعله منطلقاً نحو تطوير صيغ التّظاهرات الثقافية كمعارض الكتب الحالية، وخاصة إلى جانب اهتمامها بالبرامج الثقافية المصاحبة التي تفتح الفضاءات نحو إثراء وتعزيز مفهوم أمثل لحوار الحضارات والثقافات.
وأوّل ما يمكن تسجيله استئناس معارض بقامات الإبداع العربي والعالمي، على نحو معارض عمّان والرّياض وبغداد (أكتوبر 2021) التي استلهمت تجربة آخر عمالقة الشعر الكلاسيكي العربي محمد مهدي الجواهري، فيما اعتمد معرض البصرة الدولي للكتاب تجربة الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب بعد نحو 47 عاماً على رحيله، في حين اتخذت النسخة الـ36 من معرض تونس الدولي للكتاب (نوفمبر 2021) «وخير جليس في الأنام كتاب» شعاراً لها، وهو المقتبس من عجز بيت قصيدة لأبي الطّيب المتنبي، باعتباره أكبر ظاهرة قراءة شعر في التاريخ العربي، وصولاً إلى النّسخة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب (3- 13 نوفمبر 2021) التي احتفت بالروائي الكويتي طالب الرفاعي، واستضافت الأديب التّنزاني البريطاني عبد الرّزاق جرنه، الحاصل هذا العام على جائزة نوبل للآداب، في أول مشاركة دولية له. ومع اعتبار الحدث أكبر معرض في العالم هذا العام، وبنجاح غير مسبوق في إغلاق ملف «الافتراضي» تدشن انطلاقة جديدة لنمو قطاعي النّشر الإماراتي والعربي. وبقراءة موجزة لمعارض كتب عربية يتضح أن إقامة تظاهرات الكتاب باتت بحسّ من الابتكار، كي لا تبدو مجرد سوق تقليدية لبيع الكتب، ثم إن الحنين لاستعادة تجارب «الكبار» في هذه المعارض ساهم في إثراء المحتوى المعرفي والفكري لها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©