عدد اليوم
سعد عبد الراضي (الشارقة)
وقّع الشاعر الإماراتي عبد العزيز جاسم الطبعة الثانية من أعماله الشعرية الكاملة، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الأربعين، وسط عدد كبير من الشعراء والمثقفين، والمنجز صدر عن مكتبة ومنشورات «غاف» في حلة أنيقة تضم ثلاثة دواوين شعرية صدرت للشاعر، وهي: «آلام طويلة كظلال القطارات، وافتح تابوتك وطر، ولا لزوم لي»، وتتراوح القصائد المتسمة بألق الصدق الفني وغنى التجربة بين النص القصير المكثف، والقصائد الطويلة ذات النفس الملحمي والقلق الوجودي الذي عاشه الشاعر، واستلهمه من تجربته الحياتية العميقة وتأملات رحلاته بين مدن العالم من الثمانينيات وحتى 2021.
ويعد صدور الأعمال الكاملة لعبد العزيز جاسم باكورة المشروع الثقافي لـ«غاف» للأدب الإماراتي، ويضم الكتاب مقدمة للشاعر والمترجم والأكاديمي العراقي كاظم جهاد، وملحقاً خاصاً يحوي حواراً ورؤية نقدية حول المنجز للشاعر والكاتب المغربي حكيم عنكر، وجاءت طبعة المنجز بمقاسات عصرية (21,5- 14,5)، ورسم لوحة غلافه حازم أبوطويلة مستخدماً خطوط محمد النبهان.
نشيد شعري متماسك
وقال كاظم جهاد في مقدمته عن الكتاب «إنَّ أهمّية تجربة عبد العزيز جاسم، في قصيدة النثر العربية، ترجع إلى أنه جمع بنجاحٍ مؤكّد في كلّ قصيدة من قصائده، خيوط معاينة وجودية وانهماماً إنسانيّاً شاملاً وشغفاً باليوميّ، وانخطافاً بالرؤية القاصية والمعاينات الممضّة، وتغمّد هذا كلّه بعناية فائقة بالشكل الشعريّ ومتانة الإيقاع وجدّة الصّور، فجاء كلامه نشيداً شعرياً متماسكاً ومفاجئاً، ثريّاً وشديد الكثافة في كلّ صفحاته.
فيما قال الروائي والشاعر اللبناني عبده وازن: الشاعر الإماراتي عبدالعزيز جاسم تجربة فريدة، ومساره الشعري استهله بدءاً من الثمانينيات، فهو أحد أبرز الأسماء في الحركة الشعرية الإماراتية والعربية الجديدة، وما يميّز هذا الشاعر، شخصاً وتجربة، هو العيش الحر للشعر والكتابة المفتوحة على الحياة ومصادفاتها، وقد تكون الخطوة التي أنجزها في جمع أعماله الشعريَّة بادرة مهمة تعيده إلى المشهد الشعري العربي الراهن، الذي يعد هو واحداً من أركانه الرئيسة.
أما أنطونيو ذومنغيز راي، مدير مجلة سيرتا الإسبانية، فقال: الشاعر عبدالعزيز جاسم، أحد أبرز شعراء الحداثة العربية، وأكثر من يُعبِّر عن الشِّعر والتفكير الشعري.
ثنائية الإبداع والتفرد
وتأمل منشورات «غاف»، التي أصدرت الكتاب، أن تكون نافذة خلّاقة إلى الكلمة الإماراتية وكاتبها، وشاهد على ما كُتب لحفظ تراثه الأدبي، ودليل للباحثين عن طاقة الجمال في الصورة والكلمة وتناغم الماضي مع الحاضر لمواجهة المستقبل، من خلال حروفيات كتابية تقترب كثيرا من ثنائية الإبداع والتفرد.
كما تسعى «غاف» إلى إطلاق العديد من المبادرات على صعيد الكتابة وملامسة المنتج الأدبي الشبابي والإبداعي لعدد من الرموز والأصوات الشعرية والسردية، لصناعة جسر من المعرفة والجذب بين مختلف الأجيال الأدبية التي حققت بصمة واضحة في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي.
