الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المولد النّبوي.. نفحات روحانية وتراث أصيل

«فن المالد» في الإمارات من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (الاتحاد)
19 أكتوبر 2021 00:53

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

يصادف اليوم الثلاثاء، الثاني عشر من ربيع الأول (19 أكتوبر2021)، ذكرى ولادة النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، حيث تشرّف الكون بمولد سيّد الخلق والمرسلين، وتعدّ هذه المناسبة الروحانية الدّينية الجليلة من أغلى الاحتفالات لدى المسلمين في كافة أنحاء الأرض بوجه عام، وفي الإمارات على وجه الخصوص، حيث تعكس ثقافة إنسانية، مستلهمة من العمق الرّوحي، المنبع الأصيل لرؤية القيادة الحكيمة في إيلاء المناسبات الدينية اهتماماً نوعياً، من خلال الاحتفالات التي تنظمها جميع إمارات الدولة احتفاء بهذا الحدث العظيم، حيث إن الرّسالة والسيرة المحمدية العطرة، هي منهاج متكامل ومدرسة مفتوحة على فضاءات القيم الإنسانية الرّفيعة والمثل العليا، وتعزيز الجانب الأخلاقي والروحاني لدى الإنسان، وفي هذا اليوم المجيد تبرز العديد من التقاليد والأنشطة، بإقامة المجالس التي تنشد فيها قصائد لمدح النّبي، وبخاصة قصيدة «نهج البُردة» أو «الكواكب الدّرّية في مدح خير البرية» للإمام محمد بن سعيد البوصيري من القرن السّابع الهجري، وهي من أشهر قصائد المديح النبوي، وتقع في 162 بيتاً.

«فن المالد»
ومن المظاهر المتميزة في هذه الاحتفالات ما يتمثل في تقديم عدد من الفرق الدينية المحلية لـ«فن المالد»، في صيغ تتميز بالسّمو وتبعث في النّفس الطمأنينة والتّسليم، ويعرف «المالد» في الإمارات، كأحد أهم أشكال الأناشيد الدينية، مخصص للاحتفاء بالسيرة النبوية، والمدائح التي تتغنّى بأخلاق الرسول الكريم، وهو فن متوارث تشتهر به فرق كفرقة عبدالله الهاشمي للمالد، في أبوظبي، هذا إلى جانب الاحتفال الرسمي للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، في العاصمة، كل عام بهذه المناسبة من خلال تنظيم أمسية، بحضور العديد من كبار الشخصيات في الدولة، ولفيف من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وسط أجواء من التّسامح والمشاركة الروحانية، لنستذكر قصة مولد الرسول الكريم، وصفاته ومآثره الكريمة، ورسالة الدين الإسلامي الحنيف.

قصائد وأشعار
وقد كان مولد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلّم، مفصلاً تاريخياً لمولد أمة، وبداية حضارة أشعّت بنورها جميع أنحاء العالم، وكان هذا الحدث الجليل مرحلة جديدة من تاريخ الإنسانية وخيراً عميماً على الناس كافة، لتهذيب عقولهم وسلوكهم نحو العدل والخير والسعادة.
وشعراء الإمارات لم يكونوا بعيدين عن هذه المناسبة، فقد نظموا قصائد وأشعاراً على مدى حقب مختلفة، لعل من أولها قصيدة كتبها الشاعر الشيخ عبدالرحمن بن حافظ في ثلاثينيات القرن الماضي.ونظم الشاعر سالم بن علي العويس، الذي عاش في النّصف الأول من القرن الماضي، قصيدة فيها معارضة لبردة البوصيري، يقول فيها: 
يا سالف الدهر بين الحلّ والحرم
لأنت أشهر من نار على علم
فرداً ينازلهم في كل معركة
بالباترات من الآيات والحكم
وفي قصيدة للشاعر إبراهيم بوملحة، نقرأ: 
يا رب صل على النبي محمد
ملء السما والأرض والأكوان
نثرت يداك الخصب في أرجائها
فاخضلّ منها قفر كل مكان

أطايب أدبية وفكرية
وقد شكّل أدب المديح النبوي حيزاً واسعاً في المشهد الثقافي الإماراتي، وكذلك في الأدب العربي والإسلامي، من قصائد شعرية ومقالات أدبية وروايات وقصص ودراسات وبحوث، فهناك بحر من الأطايب الأدبية والفكرية، ما يعكس قيمة وعظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعمق رسالته التي كانت رسالة سلام للبشرية. وقد تكون كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي في هذا السياق مسك الختام، حينما قـال:
وُلد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ
ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ
صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى
حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©