الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«من الجمالية إلى نوبل».. أهم حوار نقدي مع نجيب محفوظ

غلاف «من الجمالية إلى نوبل»
2 أكتوبر 2021 01:56

إيهاب الملاح (القاهرة)

تمثل كتابات الناقد الراحل غالي شكري عن نجيب محفوظ ذخيرة نقدية حية ومتجددة بقيمتها العالية، ونفاذها وعمق رؤاها، وقدرتها على سبر أغوار الإبداع المحفوظي، ومستوياته المركبة المتداخلة، وثمة إجماع بأن كتابات غالي شكري عن نجيب محفوظ تظلّ الأهم والأجمل والأقيم، سواء في تحريره لكتاب «نجيب محفوظ إبداع نصف قرن» الذي صدر عن دار الشروق عقب فوزه بجائزة نوبل عام 1988، أو في كتابه الأشهر عنه «المنتمي دراسة في أدب نجيب محفوظ» الذي صدر للمرة الأولى عام 1964 أو في المقالات العديدة التي نشرها عنه في مناسبات مختلفة، وعلى مدى زمني طويل وممتد.

«من الجمالية إلى نوبل»
عن مكتبة الأسرة المصرية، وفي سلسلة العلوم الاجتماعية، صدر هذا الكتاب القيم «نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل» للناقد الراحل غالي شكري، وفي هذا الكتاب (الذي يقع في 206 صفحات من القطع المتوسط) أهم وأطول حوار نقدي أجري مع نجيب محفوظ، حيث التقاه غالي شكري في يناير 1988(أي قبل حصوله على الجائزة بتسعة أشهر).
وفي هذا الحوار الطويل، (احتل الصفحات من 25 حتى 120 من الكتاب)، صرح نجيب كما لم يصرح من قبل، وفصَّل القول عن أعماله وطريقته في الكتابة، والأساليب الروائية، وقراءاته المنظمة المعمقة في الأدب والرواية العالمية.
وكان محفوظ في السادسة والسبعين تكلله الحكمة واكتمال التجربة وجائزة نوبل، وكأنه أراد أن يقدم -كعادته- خلاصة مكثفة ومقطرة لفنه وطرائق إبداعه، ويعطي مفاتيح غاية في القيمة لقراءة هذه الأعمال، والنظر فيها بروح جديدة ووعي مختلف.. ويسأله غالي شكري: الخيال الروائي.. أليس حلماً؟ فيجيبه محفوظ: «إياك القول إننا باعة أحلام»..
وفي موضع آخر يسأله شكري عن النقد ودوره.. فيجيب الأستاذ: «إذا غضضنا النظر عن النقد غير الجدير بهذا الاسم، فقد استفدت جدّاً من النقد.. كان النقد في جيلنا هو الذي يرشدنا إلى الكتاب الجيد، والفيلم الجيد، والمسرحية الجيدة، أما الآن فهناك أزمة ثقة بين الناقد والقارئ».

رسائل كاشفة
وعلى هامش الحوار المطول المفصل معه، توجه كبار نقاد العصر إلى كبير مبدعيه في الأدب العربي بالسؤال والمحاورة، وبدوره قام محفوظ بالرد على هذه الأسئلة في شكل رسائل كاشفة، وجهها محفوظ إلى نقاد عصره، حيث يكتب محفوظ رداً على سؤال وجهه له الناقد الراحل رشاد رشدي:
«إن أي رواية هي مجموعة من السلوك، وأي سلوك هو حركة أخلاقية، فلا يخلو أدب من أخلاقية معينة، أحياناً يكون الأديب مؤمناً بمجتمعه، فيحكم بالطريقة التي يختارها على شخوصه، تبعاً لأخلاقية جاهزة يؤمن بها، وهناك من يقترب من قيم جديدة، وقد تبدو لذلك روايته غير أخلاقية، أو جمالية بحتة، في حين أنها تبشر ضمناً بأخلاق جديدة، وعلى هذا الأساس فإني أعتبر مؤلفي «صورة دوريان جراي» و«أزهار الشر» و«عشيق الليدي تشاترلي» كتاباً أخلاقيين، حتى المرحوم الشاعر عبدالحميد الديب فهو شاعر أخلاقي».

ثلاثة محاور 
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة محاور رئيسة، الأول يتابع الرحلة المحفوظية من حيث انتهى «المنتمي»، والثاني مواجهة نقدية شاملة تكاد تكون الأهم والأعمق مع صاحب نوبل، أما الثالث فكان ببليوجرافيا شاملة اجتهد غالي شكري أن تكون كلية ومستوعبة حتى الوقت الذي حررها فيه، واختتمها بملحق توثيقي اشتمل على ردود الفعل العالمية التي أعقبت الإعلان المدوي عن فوز نجيب محفوظ بالجائزة العالمية المرموقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©