الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصة «الألم».. مونولوج حزين يعكس الهم الإنساني

أنطون تشيخوف
28 سبتمبر 2021 01:09

فاطمة عطفة (أبوظبي)

قصة «الألم» لأنطون تشيخوف كانت أول أمس موضوع النقاش في الجلسة الافتراضية التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة» برئاسة الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وأدارت جلسة الحوار مها العيسى. والقصة قصيرة جداً، بطلها حرفي فقير يعمل في خراطة الخشب وهو لا يرجع عادة إلى بيته إلا مخموراً، و لكنه يفاجأ بنظرة غير عادية من زوجته، نظرة القديسين أو نظرة الموتى، وهي إشارة رمزية شفافة توحي بأنها ميتة، لكن الزوج المعروف بالحماقة والسذاجة يظن أنها مريضة ويستعير زلاجة وحصاناً هزيلاً من جيرانه لينقلها إلى المستشفى البعيد عن القرية عشرين ميلاً في جو ثلجي عاصف، ويمضي الطريق في حوار متخيل صاخب وغير ودي مع الطبيب.
وفي الطريق يخبرنا الرجل أن حياته الزوجية امتدت أربعين سنة، وهي امرأة من عائلة ميسورة، لكنه ذهب ليلة الزفاف إلى الحانة وعاد مخموراً بلا وعي من شدة حماقته. ومن ذلك اليوم أصيب بعلة الإدمان وخرب حياته، ويصف أن علاقته بزوجته كانت قائمة على الخلاف والضرب.

  • جانب من الجلسة الافتراضية (من المصدر)
    جانب من الجلسة الافتراضية (من المصدر)

ويتابع حواره مع نفسه ومع زوجته دون أن تجيب، ويقرر أن يغير سلوكه ويحسن معاملته لها راجياً أن يساعده الطبيب بعلاجها. وبعد أن يقطع مسافة يلتفت إلى زوجته في الزلاجة فيرى أن الثلج يغطي وجهها فيلمس يدها الباردة ويدرك أنها ميتة، فيقرر العودة لدفنها، لكنه يفقد معالم الطريق في الليل فيترك الحصان يسير كما يشاء لأنه يعرف الطريق.
وأجمع الحوار على أهمية القصة القصيرة وتميزها عن الرواية بأنها مكثفة، وقد أجاد في صياغتها تشيخوف الذي أغنى الأدب العالمي بإنتاجه القصصي، وهو الكاتب الذي يجعل القارئ مستمتعاً بجمال القصة ومغزاها، ومن خلال حوار الزوج مع نفسه والصراع الذاتي وهو يحدث زوجته الميتة، ويتصور أن الطبيب عندما يصلان سيلومه لتأخره، ويبين الكاتب أن الألم قدر المستضعفين، بينما تظهر الطبيعة وشدة العاصفة الثلجية وكأنها بطلة موازية تعبر عن قسوة الحياة وتجعل القارئ يعيشها ويشارك في حمل أوجاعها. وأكدت المداخلات أن قدرة الكاتب على الوصف والتهكم تلخص حال الإنسان الضعيف ومحاولة تغيير أسلوب حياته بعد فوات الوقت، وهو يتابع أحلام يقظته بما يستثير سخرية القارئ.
وأشار النقاش إلى أن القصة موجعة مثل الكثير من قصص تشيخوف الأخرى، وقد عبر في أدبه عن الهم الإنساني بعبقرية مؤثرة، وخاصة أن الحوار فيها تحول إلى مونولوج، ويشعر القارئ أن القصة تترجم الألم والشقاء في تلك المرحلة من حياة روسيا القيصرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©