الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الفن وتطور الثقافة الإنسانية» من منظورٍ بينِيٍّ

د. شاكر عبد الحميد
27 سبتمبر 2021 01:08

إيهاب الملاح (القاهرة)

صدرت طبعة جديدة من كتاب الناقد والأكاديمي الراحل الدكتور شاكر عبد الحميد «الفن وتطور الثقافة الإنسانية»؛ وهو كتاب ضخم يقع في 310 صفحات من القطع المتوسط، يمثل موسوعة جامعة في الفنون، وعلاقتها بتطور الثقافة الإنسانية عبر العصور، متضمناً تحليلات عميقة لأعمال فنية خالدة.
 ومثَّل الكتاب الحلقة الأحدث من مشروع علمي ضخم، ومتعدد الوجوه، يسعى فيه صاحبه إلى دراسة الفنون، والظواهر الإبداعية، في ضوء ما يسرته المعرفة الحديثة من مناهج وآليات للقراءة والتحليل، وينطلق فيها كلها من التركيز على الدراسات البينية التي تهتم بالفنون، والأنواع الأدبية المتنوعة، في سياق أوسع هو سياق النقد الثقافي، وليس التركيز على فن واحد في إطار مجال علمي واحد أو حقل تخصصي بعينه، يظهر هذا في كتبه المرجعية: «التفضيل الجمالي»، «الفكاهة والضحك»، «عصر الصورة»، ودراسته الضخمة القيمة «الخيال»، ثم في «الفن والغرابة» و«الغرابة في الأدب».
وفي كتبه، اهتم عبدالحميد، الذي رحل مطلع العام الجاري جراء إصابته بفيروس كورونا، بآليات التذوق والتلقي الجمالي للأنواع الأدبية والفنون المختلفة مثل الموسيقى، والفنون التشكيلية، والمسرح، والسينما، والصور الفوتوغرافية.

  • غلاف الكتاب
    غلاف الكتاب

ويأتي كتاب «الفن وتطور الثقافة الإنسانية»، ليستكمل فيه البحث عن معنى الفن، وفهم معنى الثقافة بالتوازي مع محاولة أصيلة وجادة لاستكشاف تطور الاهتمام بالإنسان عبر الفن، من خلال لوحات البورتريه، وعالم السينما، والصور الفوتوغرافية وعلاقتها بالحياة والموت.
ويقول المؤلف، إن «للفنون فوائدها على المستوى الشخصي والجماعي والقومي، لكننا كثيراً ما نحتاج إلى معلوماتٍ حول تأثيرات هذه الفنون على الجمهور، ودراسات أيضاً لتفضيلات هذا الجمهور لأعمال فنية في فترة ما أكثر من غيرها، كما نحتاج إلى معرفة ما تحققه المتاحف وقاعات العرض السينمائي والمسرحي والمكتبات العامة وقصور الثقافة من فوائد نفسية واجتماعية تُسهم في الدخل القومي، مع اكتشاف أهمية الفنون والصناعات الإبداعية في الابتكار والإبداع والتجديد لثقافة الأمة».
وعبر مقدمةٍ، وسبعة فصول، يخوض عبد الحميد رحلة عامرة بسياحاتٍ رائعة في مختلف الفنون، تاريخها وتطورها وموضعها من الثقافة المعاصرة، ومفهوم الثقافة عامة، وعلاقته بالفنون خاصة، ويتتبع تعريفات لا تحصى للمفهومين الشائعين، محاولاً الربط بين هذه التعريفات المتناثرة والوصول إلى الجوهري والمشترك بينها.
ويستهل الفصل الأول (في تعريف الفن) بمقولة إرنست فيشر «الفن ضرورة.. وآهٍ لو كنت أعرف لماذا؟»؛ تلك المقولة التي أطلقها الناقد الشهير في كتابه المهم «ضرورة الفن»، ليجسد بها احتياج الإنسان الدائم إلى الفن، ليبدع ويبتكر ويسعى لخلق كل جميل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©