الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشارقة للكتاب» توقّع مذكرة تفاهم مع «الأمبروزيانا» الإيطالية

أحمد العامري ولورنسو أورناجي خلال توقيع الاتفاقية (من المصدر)
25 سبتمبر 2021 00:06

ميلان (الاتحاد)

وقعت «هيئة الشارقة للكتاب» مذكرة تفاهم مع «مكتبة الأمبروزيانا» الإيطالية في ميلان، تفتح من خلالها باب التعاون والعمل المشترك لتعزيز وصول الباحثين إلى مصادر المعرفة والعلم، حيث شملت المذكرة اتفاقية تعاون لرقمنة أكثر من 2500 مخطوطة عربية نادرة يعود تاريخها إلى ما يزيد على 450 عاماً، ستعرض للمرة الأولى رقمياً على مستوى العالم، من خلال المنصة الإلكترونية الخاصة بمكتبة الشارقة العامة.
وقع مذكرة التفاهم والاتفاقية أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والبروفسور لورنسو أورناجي، رئيس مجلس إدارة «مكتبة الأمبروزيانا»، بحضور عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات في الجمهورية الإيطالية، ودون فيديريكو جاللو، المدير التنفيذي للمكتبة، وماريو جاتي، مدير جامعة القلب المقدس في ميلان، وإيمان بوشليبي، مدير مكتبات الشارقة العامة، وماركو بالّاريني، أمين عام مكتبة الأمبروزيانا، والدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة والأدب العربي والدراسات الإسلامية بالجامعة الكاثوليكية بميلانو، ورئيس الهيئة العلمية لمعهد الرايات العربية.
وجاء التوقيع في قاعة لاروزا «قاعة الورد»، التي تعد واحدة من أعرق القاعات في المؤسسات الثقافية في العالم، ولا تفتح إلا للمناسبات والأحداث الخاصة، حيث تحتضن على جدرانها آلاف الكتب والمخطوطات النادرة، وكان يدرس فيها أهم الكتّاب والمفكرين والفنانين الإيطاليين ومن أبرزهم ليوناردو دافنشي.
وتعد مجموعة المخطوطات العربية في «مكتبة الأمبروزيانا» واحدة من أفضل المجموعات النادرة وأكثرها أهمية في إيطاليا، وتضم مخطوطات حول مواضيع مختلفة منها: التاريخ واللغة والطب والفلك، إلى جانب مخطوطات في الحديث النبوي، ومجموعة من الخرائط الجغرافية.

تقريب المسافات
وقال أحمد العامري: «تجسد المذكرة رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكد أن الكتاب هو حامل المعرفة الذي يجمع ثقافات العالم ويفتح أمامها أفق التواصل والتعاون والعمل المشترك، فنحن في الشارقة نؤمن أن التجارب الإنسانية ومعارفها مشتركة بين الحضارات والشعوب، وأن دورنا اليوم هو الإضافة عليها علوماً وآداباً وفنوناً جديدة، ولنحقق ذلك فإننا نعمل مع شركائنا ونظرائنا من العواصم والمدن العالمية لتسهيل وصول المجتمعات إلى الكتب ومصادر المعرفة». وأضاف: «تشكل المذكرة فرصة للقراء في مختلف بلدان العالم، ونتمنى أن تكون بوابة جديدة لمزيد من العمل المشترك بين الشارقة والمدن الإيطالية في مختلف القطاعات الثقافية والإبداعية، وأن تلعب دوراً فاعلاً في تقريب المسافات بين الثقافتين العربية والإيطالية».

حراك ثقافي
من جانبه، أكد عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات في الجمهورية الإيطالية، أهمية هذا التعاون والشراكة لتعزيز العلاقات الثقافية التي تجمع دولة الإمارات مع إيطاليا، واعتبر أنها تشكل فرصة لفتح مزيد من أشكال التعاون مع المؤسسات الثقافية الإيطالية، لافتاً إلى أن الجهود التي تقودها «الشارقة للكتاب» تنسجم مع توجهات الدولة في دعم التعاون بين مختلف دول العالم.
وأشاد بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة، للحراك الثقافي الإماراتي والعربي، وتجربة إمارة الشارقة في فتح قنوات التواصل والحوار مع المدن والعواصم النظيرة في العالم، مستعرضاً ما تشهده الإمارات خلال هذه الفترة من فعاليات دولية كبرى، تدعم رسالة الدولة وتوجهها العالمي، مثل إكسبو 2020، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، وغيرها من الفعاليات.

تبادل المعرفة 
بدوره، قال البروفيسرو لورينزو أورناجي، إن هذه الاتفاقية تجسد الغاية الجوهرية التي أنشئت لأجلها «مكتبة الأمبروزيانا»، والتي تتمثل في تحقيق التواصل والتعاون بين الثقافات والشعوب وتبادل العلوم والمعرفة والصداقات أيضاً، بشكل يخدم الباحثين والمثقفين والأكاديميين ليس في بلادنا وحسب، وإنما في مختلف أنحاء العالم.
وفي إطار جولته لتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية الإيطالية، عقد وفد هيئة الشارقة للكتاب، برئاسة أحمد العامري، اجتماعاً مع إيمانيول فورلاني، رئيس «اجتماع ريميني»، أحد أهم الفعاليات الثقافية والأدبية والحوارية التي تعقد في مدينة ريميني الإيطالية، بهدف بحث مجالات العمل المشترك، إذ يستضيف اجتماع ريميني منذ 40 عاماً مجموعة من الرؤساء والقادة والأدباء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، ويحضره سنوياً نحو 2.5 مليون شخص ويقام على مساحة 120 ألف متر مربع ويشارك فيه أكثر من 8 آلاف متطوع.
وشهد الاجتماع بحث الفرص لتنظيم أنشطة مشتركة بين معرض الشارقة الدولي للكتاب و«اجتماع ريميني»، وما يمكن أن يقدمه هذا التلاقي بين اجتماع عالمي بهذا الحجم، ومعرض يعد أحد أكبر ثلاثة معارض للكتاب في العالم، إلى المشهد الثقافي الدولي وحراك التبادل المعرفي الإنساني.

مذكرات دا فينشي
يذكر أن «مكتبة الأمبروزيانا» تأسست في مدينة ميلان الإيطالية عام 1609 على يد مطرانها الكاردينال فيديريكو بوروميو، لتكون مكتبة مفتوحة للباحثين، وتضم أكثر من 15.000 مخطوطة و30 ألف كتاب، وتشمل مجموعة المكتبة أعمالاً تاريخية قيّمة منها «مخطوطة أتلانتيكس»، وهي مجموعة من 12 مخطوطة من رسومات ومذكرات ليوناردو دا فينشي، بالإضافة إلى محتويات قدمها عدد من الرعاة والفنانين والأكاديميين وجامعي التحف وخبراء الفن ومهندسي العمارة من جميع أنحاء العالم، وتعد مجموعة المخطوطات العربية التي تقتنيها المكتبة من أفضل المخطوطات في العالم، وأكثرها أهمية في إيطاليا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©