الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لينا سويلم: «جزائرهم» ينبش في خفايا الهجرة

لينا سلويم (وسط) تتسلم جائزتها في مهرجان عمان السينمائي (من المصدر)
16 سبتمبر 2021 01:01

محمود إسماعيل بدر (عمّان)

قبل أن تحلّ ضيفاً على «مهرجان عمان السينمائي الدولي - أول فيلم»، الذي اختتم أعماله مؤخراً، ونالت فيه جائزة السوسنة السوداء لأفضل وثائقي عربي، عن فيلمها «جزائرهم» كان في جعبة المخرجة الجزائرية خريجة السوربون لينا سويلم، جوائز حصدتها عبر فيلمها نفسه، من مهرجانات سينمائية عربية ومحلّية، لتلقب على إثره ب«حاصدة الجوائز»، ومنها جائزة أفضل وثائقي عربي في الجونة السينمائي 2020، وجائزة لجنة التحكيم لمهرجان مالمو للسينما العربية، في نسخته الحادية عشرة (أبريل 2021)، وجائزة «وثائقي قيد التطوير» في سوق كان السينمائي، وجائزة أفضل وثائقي في «مهرجان مونبلييه لسينما البحر المتوسط» في نسخته الـ 42 في فرنسا، وجائزة المهرجان الوثائقي السويسري الدولي.
إلى ذلك، قالت لينا لـ«الاتحاد»: إن فيلمها ينتمي إلى سينما المؤلف، حيث قامت بكتابة قصة وسيناريو الفيلم بالإضافة إلى إخراجه، وهو يحكي قصة جدّيها مبروك وعائشة اللذين تزوجا في قرية «لعوامر» الجزائرية عام 1952، ثم انتقلا للعيش في قرية «ثيرس» الفرنسية، ومكثا فيها نحو 60 عاماً، إلى أن قررا الانفصال من دون إبداء الأسباب، لتبدأ الحفيدة لينا في تّحري أسباب انفصالهما الإشكالي، وفي الخلفية تلوح ذاكرة جماعية وشخصية، مع مكاشفة صريحة لقضية الهجرة والهوية والانتماء، والموروث الشعبي، وإحالات على الزمان والمكان وما مرّت به الجزائر من أحداث تاريخية.
وعن سبب صناعتها لهذا الفيلم، أوضحت «أردت دائماً تصوير جدّتي وكنت معجبة بقصصها وحكاياتها، ولم أكن أتصوّر أن أنجز فيلماً مستلاً من شخصيتها، وكان غير مقبول أن يرحلا من دون أن أستوفي حكايتهما، وكان مضمون العمل في حاجة إلى تصويرهما وكسر الصمت قبل فوات الأوان».
وحول هاجس الهوية في معظم أفلامها، قالت: «بعد عملي في مهرجانات سينمائية لحقوق الإنسان في الأرجنتين، اكتشفت أفلاماً عالجت فنياً قضايا الهوية والمسائل الاجتماعية والذاكرة والتاريخ الجماعي، هذا الإطار الإنساني جذبني لثنائية الفن والمشاكل الراهنة، ومعالجتها بصورة معاصرة».
وعن أهم ما يشغلها سينمائياً، أكدت لينا أنه على الرغم من ريادة السينما العربية على مستوى صناعة الأفلام وإنتاجها، إلاّ أن هيمنة الثقافية الغربية، تجعل بعض المخرجين والمؤلفين متأثرين بالأفكار السينمائية الغربية عن طريق الاقتباسات، محاولين تجسيدها طلباً لرضا الجمهور، لافتة إلى تمرير تلك الأعمال خطابات ورسائل إيديولوجية متناقضة، راجية خروج السينما العربية بأصالة هويتها الخروج من عباءة النموذج الغربي.
وحول تأثيرات ومشكلات اللهجة في وصول الأفلام إلى جماهيرية عربية عريضة، قالت: «أعتقد أن مشكلة اللهجة تعكس الفشل في تحقيق الهوية في الأساس، وليست مشكلة السينما، أي أن الفشل في التعامل مع اللهجات وخاصة في سينما دول شمال أفريقيا، أسهم في عدم تحقيق أي نوع من التوازن مع الجمهور العربي، لدي طموح بفتح هذا الملف، ومعه قضايا عدة على رأسها مشكلات تمويل بعض الأفلام العربية بالإنتاج الأوروبي المشترك وما يتصل به من علامات استفهام، وضرورة الخروج من هذه الأزمة بجودة الإنتاج السينمائي، وتقديم النموذج الإنساني العربي وفق عصرية تتناغم مع شرقيتنا وهويتنا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©