الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نجوم الغانم عبر رحلتها بين القصيدة والسينما: أنحاز للصورة الشعرية وقدرتها على سرقة أنفاسنا

من فيلم «سماء قريبة» لنجوم الغانم (أرشيفية)
12 سبتمبر 2021 00:25

فاطمة عطفة (أبوظبي)

جمالية الإنتاج السيمائي لا يمكن أن تنفصل عن صعوبة إنتاج الأفلام والكلفة العالية في صناعتها، ونظراً لأن الفنون الإبداعية كلها تلتقي، لكن الصورة الشعرية المتخيلة تختلف عن الصورة البصرية. وانطلاقاً من التجربة الغنية للشاعرة والمخرجة السينمائية نجوم الغانم تحدثت إلى (الاتحاد) عن هذه العلاقة بين الصورة الشعرية والفنية قائلة: يعتمد الأمر على وعينا بالعناصر الفنية والجمالية ومدى تثميننا لهما حين يأتيان في أشكال مغايرة أو أجناس إبداعية مختلفة، مبينة أن اللغة أكثر عمقاً وغنى من المحاولة التفسيرية التي يلجأ إليها المخرج عادة كمحاولة لخلق معنى شعري من خلال اللقطة. وتضيف موضحة أن الصورة الشعرية في القصيدة تعتمد على اللغة التي تساهم في إضافة أبعاد فنية وجمالية للمتخيل، أما اللقطة المصورة في السينما فهي تحدد العناصر المكونة للكادر الذي تتألف منه اللقطة. وهذا يعني أنها تقترح العديد من المعاني، وهذا صحيح. ولكنها تفتقد لسحر آخر يختبئ في اللغة. 

وتضيف الغانم قائلة: عشاق السينما قد يختلفون معي لأنهم يؤمنون بسطوة اللغة السينمائية، وأنا كسينمائية أتفق مع ذلك إلى حد معين، ولكن ليس بشكل شمولي، مع أني ما زلت أنحاز للصورة الشعرية وقدرتها على سرقة أنفاسنا والذهاب بخيالنا إلى آفاق غير محدودة.
وبين إنتاج الفيلم الوثائقي أو الدرامي، أين تجد المخرجة الغانم نفسها.. ولماذا؟ توضح قائلة: أجد نفسي في الشكل الذي يجعلني متمكنة من التعبير عن الفكرة بأفضل وسيلة، مؤكدة أن للوثائقي جماليات كامنة وللدراما عوالم وجماليات كامنة وظاهرة. قضيتي الحقيقية ليست في أين أجد نفسي وإنما أين ينبغي أن يكون الموضوع والشخصيات التي ستحرك وجدان المشاهد وتشكل علامة فارقة في المحتوى السينمائي.
أما كيف تنظر المخرجة الغانم إلى واقع السينما العربية عامة، والإماراتية بشكل خاص، فهي ترى أن السينما في العالم العربي كله تعاني التحديات، منوهة بأن آمالها معقودة على المبادرات الجديدة من ناحية، والمهرجانات السينمائية الملتزمة من ناحية أخرى والتي تواجهها، رغم الصعوبات، إلا أنها حاضرة وتشكل حجر أساس في النشاط الثقافي في بلدانها، وفي المنطقة.
بالنسبة للإمارات فالشاعرة نجوم الغانم تبين قائلة: أصبحت لدينا حالة خاصة بعد توقف مهرجاناتنا السينمائية، حيث أصبح النشاط السينمائي خاضعاً لمعايير ليس لها علاقة بالمخارج الثقافية والفنية والجمالية للمنتج السينمائي بقدر ما هي رغبات فردية، الهدف منها على ما يبدو هو خلق تظاهرة تندرج تحت مسمى «سينما»، لكنها من الناحية الفنية شبيهة جداً بالمحتوى والشكل التلفزيوني السائد الذي يؤكد افتقار الوعي باللغة السينمائية وربما الافتقار للمعرفة والأدوات أيضاً، مؤكدة أننا بحاجة لوقفة، كما أننا بحاجة لتقديم الدعم الفكري والمعرفي والفني والرعاية لمن هم جاهزون لخوض التجربة السينمائية بشكلها المهني الناضج، لافتة إلى أن الجانب المهني لكل تخصص يحتاج إلى الدعم الأكاديمي ثم الخبرة العملية، مشيرة إلى أن الطبيب لا يمكن أن يمارس دوره بشكل فعال في غياب المستشفيات والرعاية الصحية الشاملة من أجهزة ومبانٍ وأدوية. وحين يتم الحديث عن الفن والسينما، فهي تستغرب أن الكثيرين يتوقعون أن وجود الشغوفين بهذا الفن يكفي لخلق صناعة، وهذا خطأ كبير ولا بد من تداركه.
وتختتم الغانم بقولها: تمكنتُ من إنتاج أعمالي بدعم من المؤسسات التي آمنت بقدراتي ووثقت بإمكاناتي المهنية والمعرفية. وحاولت أن أستفيد على امتداد مسيرتي من كل الجوائز والمكافآت التي حصلت عليها أفلامي، إلى جانب الدعم المادي المُقدم من صناديق الإنتاج في المهرجانات حينها من البدء بالإنتاج واستكمال التكاليف من راتبي الوظيفي، إن اقتضى الأمر، وهكذا تمكنت من الاستمرار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©