الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الورم»: سردية من أساطير الصحراء الكبرى

غلاف الرواية
5 سبتمبر 2021 03:21

فاطمة عطفة (أبوظبي)

رواية تتغنى بالحرية وترفعها إلى أعلى قيمة مثالية في الحياة حتى كأن الحياة في أسمى معانيها هي الحرية. هذه هي الفكرة الأساسية التي يستخلصها القارئ من رواية «الورم» للكاتب الليبي إبراهيم الكوني، وهي عمل سردي قصير، في مقياس الرواية المعاصرة، لا يزيد في حجمه على 190 صفحة من القطع المتوسط. وكما هو معروف من واقع مدونته السردية الممتدة، فعوالم الصحراء تشغل الكوني بشتى كائناتها من إنسان ونبات وحيوان، وبكل ما فيها من أسرار وأساطير وأبعاد رمزية وخيالية. وروايته هذه فضاؤها السردي واحة جعلها محوطة بالأسوار لتكون مستقلة عن كل ما يجاورها. وهي حكاية غرائبية حتى بأسماء شخوصها، ولكن موضوع الحرية جعل الكاتب يصوغها بأسلوب خيالي شاعري، رغم ما قد يكون فيها من لقطات ومشاهد فظيعة جارحة، في بعض الأحيان.

هدية «أساناي»
بطل الرواية «أساناي»، المؤتمن على حكم الواحة، يستيقظ من قيلولته ليجد أن «الخلعة» الجلدية التي جاءته هدية من الزعيم قد التصقت بجسمه ولا يمكن خلعها إلا بانتزاع جلده معها. وهنا يدخل الرمز والعديد من المعاني والدلالات التي توحي بها هذه الهدية للقارئ. فالخادم يعجز عن نزعها عن جسم سيده، ويدفع حياته ثمناً لعجزه ولأنه سبب ألماً للسيد الذي يستدعي، بعد ذلك، الساحر أملاً في نزعها، ولكن هذا أيضاً يقف عاجزاً ولا يستطيع تحقيق ما طلب منه. وتزداد المشكلة صعوبة، فيبدأ السيد بالحديث مع الساحر متسائلاً عن السر الغامض في هذه الخلعة. ويطلب الساحر الأمان من سيده لأنه سيعلن عن السر، ويعطيه «أساناي» الأمان ثم ينكث بعهده ويبطش به، لأن الساحر حاول أن يكشف بصدق عن الأخطاء التي ارتكبها ذلك الزعيم الذي عزل الواحة عن الصحراء وأحاطها بالأسوار، بعدما كانت جزءاً لا يتجزأ منها.
والمفاجأة أن رسول الزعيم عاد إلى الواحة مرة ثانية وهو عازم على استرداد الخلعة، لأن «أساناي» ارتكب خطايا لا تغتفر، وهذا يعني أن الرجل سيكون أمام أحد أمرين صعبين: إما أن يهلك بسبب النزف، أو أنه سيهلك من شدة الحزن على فقدها، وبما أنها ملتصقة على جسده فالعاقبة أفظع!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©