الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فرانز كافكا.. هل كان مرفوضاً في الثقافة العربية؟

جانب من الجلسة النقاشية (من المصدر)
3 أغسطس 2021 00:50

نوف الموسى (دبي)

السؤال الذي طرحته الكاتبة عائشة سلطان، حول أسباب عدم تقبل المزاج العربي أدب الكاتب الألماني فرانز كافكا، أثناء مناقشة صالون المنتدى الثقافي روايته «التحول»، لفت جمهور الجلسة إلى الشاب المشارك في الجلسة «كريم»، الذي قدم تفاصيل معرفته بكافكا، معبّراً عن جيل من الشباب المهتمين، بالبحث عن الأسئلة الوجودية.
وقال الناقد إيهاب الملاح، إنه كان هناك التفات مبكر جداً لكافكا في الثقافة العربية، يوازي الاهتمام الذي أبدته الثقافة الأوروبية في اكتشافها الفعلي لكافكا في الثلاثينيات. وأضاف أن الرابط بين كافكا والنزعة العدمية في التراث العربي، في الفترة النشطة للثقافة العربية في القرن الـ 20، تحرك ضمن دائرة محدودة من المثقفين، لم يتحول فيها كافكا إلى كاتب جماهيري، وذلك يعود إلى إشكالية معرفية وثقافية عربية، فكافكا هو ابن التحول الحداثي لأوروبا، فالتطورات التي حدثت في الثقافة الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وإرهاصاتها ترتب عليها ارتباكات أدت إلى ظهور النزعة الشكية، موضحاً أن أغلب الكتاب الكبار الروس في القرن الـ 19، عاشوا صراعات كبيرة مع اليقينيات، تطورت إلى شكل غير مسبوق مع كافكا، من شك بوجود أي قوى يمكن أن تغير مصير الإنسان. واعتبر الملاح، أن أدب كافكا كان بديلاً عن الانتحار، وبالتالي هو تجسيد للحظة الارتباك التي عاشتها أوروبا حينها، أما في الثقافة العربية فإن هناك مسافة لتحديد علاقتها بلحظة الحداثة، كون فكرة الحداثة قائمة على الفردانية والشك، مبيناً أنه منذ ظهور الثقافة العربية الحديثة وحتى الآن، لم يتم التخلص من إشكاليات العصور الوسطى.
وحول رواية «التحول»، أوضحت الناقدة مريم الهاشمي، أن محاولة كافكا في الكتابة هي إدراك صورة واضحة للعالم الذي يعيش فيه، نتيجة عجزه عن فهم موقفه الخاص من بين مواقع القوى الاجتماعية الأخرى، من هنا جاء الصراع النفسي وصراعه مع الآخر، متمثلاً بالأسئلة الوجودية.  وقالت إنه فيما يتعلق بنمط التعبير السوداوي، فهو نتاج عجز عن رسم أي توقعات، ما ينتج عنه شك يتملك علاقة الشخص تجاه الآخرين، مضيفة أن نمط السوداوية قد يكون من أكثر الأنماط واقعية، لأنه يكبر الصورة في المجهر، ويركز على المواقف والأشخاص والسلوكات وبالتالي قد يكون تعبيراً دافعه البحث عن الخصوصية، أو إرضاء الشعور بالفردية أو الاستقلال الشخصي أمام القوى الاجتماعية التي لم يقبلها، أو قد تكون حرية اختيار، وكأن هذا النوع من الكتابة مصح نفسي اختياري داخلي يُمارس فيها الجلسات العلاجية بعيداً عن الازدحام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©