الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رفيق اللّحام.. إلهام فني أبعد من إطار اللوحة

رفيق اللّحام.. إلهام فني أبعد من إطار اللوحة
2 أغسطس 2021 00:40

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

عن 90 عاماً رحل مؤخراً شيخ الفنانين الأردنيين رفيق اللحام (1931 – 2021) وكان من أوائل من أدخلوا فن الحفر وأسلوب الجرافيكية إلى اللوحة، تحت مظلة «التّجريب» من خلال الشكل والموضوع والتقنيات المستعملة، التي استعارها بمهارة من البيئة المحلّية، وكذلك توظيف الخط العربي في العمل التشكيلي، مستثمراً الرّمل مع اللون لإثراء سطح اللوحة التي أوصلته إلى العالمية في كثير من أعماله التي تعرض في كبريات المتاحف العالمية والعربية.
اللّحام الذي تحرّك أبعد من إطار اللوحة، مستفيداً من تعلّمه في إيطاليا وأميركا، وقربه من عالم الحرف الإبداعية كالخط والنقش والزخرفة والمنمنمات وغيرها، نجح في تحقيق رؤيته عبر تجربة امتدت لأكثر من 50 عاماً في تنظيم «الفضاء الفنّي» في الأردن، ومن ذلك إسهامه في تأسيس «رابطة التشكيليين الأردنيين» في مطلع الخمسينيات، وترأسها عام 1979، وكان كذلك من أوائل مؤسسي «اتحاد الفنانين التشكيليين العرب» عام 1971.

ويعد «التّنوع» أهم سمات منجزه الفنّي، فقد رسم بتقنية الألوان الزيتية والمائية والحفر والقلم الرصاص والحبر الصيني، أعمالاً خلدت تجربته وريادته تحت مظلة إدراج لوحاته ضمن الحروفية والواقعية والتعبيرية والرمزية والتجريدية، كما حاول أن تستوعب لوحته وجدارياته التي اشتهر بها التراث العربي والإسلامي بعمق، كما تظللت بعض أعماله بمحتوى موروث الحضارة النبطية والحروفيات العربية، وكانت له تجارب في تصميم الطوابع البريدية والميداليات والعملات والملصقات وشعارات المؤسسات، وغيرها، كما أسهم في إطلاق مجلة «صوت الجيل» عن وزارة الثقافة الأردنية، التي تعنى بثقافة الشباب وإبداعاتهم. 
ولعل أهم ما يميز تجربته التقنية، نجاحه في جعل الكتل اللونية بناء فنياً منظماً عميق الدلالات، عن طريق التعبير بمفردات فنية جديدة تشكل جوهر أعماله المحترفة. 
واللحام سيرة إبداعية ممتدة وحافلة بالإنجازات، فقد كان أول من عرض تجربته في مجال الجرافيك في المركز الثقافي الأميركي عام 1996، وقد وصف وزير الثقافة الأردني علي العايد، رحيله بأنه «خسارة فنية فادحة» ليس للمشهد التشكيلي الأردني فحسب، وإنما للمشهد التشكيلي والثقافي العربي، الذي كان واحداً من المساهمين في رسمه، مؤكداً حضوره الفاعل والبارز في المشهد التشكيلي العربي، وتركه مساحات مضيئة خلال مسيرته النوعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©