الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الكوكب 10».. محاولات للهروب من الواقع

صورة الغلاف
26 يوليو 2021 00:10

أبوظبي (الاتحاد)

عن «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات» بالتعاون مع «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، صدرت مجموعة قصصية جديدة للأديبة باسمة يونس بعنوان «الكوكب 10»، وهي تضم ثلاث سرديات وحكايات تتسم بـ«الهروب»، ولكن الكاتبة تؤكد من البداية أن الهروب من الواقع أصعب من مواجهته، لأن ذلك سيحول الأرض إلى كوكب مهجور، مشيرة إلى أن الطب النفسي يعد الهروب مرضاً أطلق عليه «كلينومينا»، وهو أقرب ما يكون للاكتئاب. وحول موضوع الهروب تستشهد الكاتبة بمقولات عدد من الكتاب الغربيين، وتنتهي إلى اقتباس من الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني يقول فيه: «عرف أنه لن يستطيع الهروب من الذكرى التي أخذت تدق عظام رأسه من الداخل».

  • باسمة يونس
    باسمة يونس

خيال وأحلام
جاء الهروب الأول بعنوان: «صمت غاشم»، ومن بداية الحكاية تعطي الكاتبة للقارئ إشارة رمزية مهمة في وصف البيت بأن له «بوابة حديدية متهالكة تقاوم السقوط». وخلال الفصول العشرة من هذه الحكاية، ندرك أن الزوجة تعيش وحشة قاتلة بعد أربعين سنة من حياتها الزوجية، وقد فقدت زوجها وابنتها الوحيدة، ولكنها تهرب إلى الخيال وأحلام اليقظة وكل ما يبعدها عن واقعها الحزين، حيث تطل كثيراً من نافذة البيت لترى زوجها في قارب الصيد، وهي مشغولة بإعداد «طبق الأرز بالسمك المتبل بالبهارات» ليشاركها في تناول الغداء، كما نراها تناقش ابنتها حول ذلك. وتصور الكاتبة بلمسات إبداعية مؤثرة تلك الوحشة الخانقة التي تعيشها الزوجة، لتختمها في الفصل 11 بأسطر معدودة حيث نرى «الزوجة وحدها، تجهش بالبكاء بحرقة، فلا شيء يعادل وجع الفقد».
متاهة البحث
الهروب الثاني بعنوان: «خيانة مضللة» حيث نرى زوجين عائدين إلى شقتهما من سهرة الاحتفال بمرور سنة على زواجهما، ومن البداية نعرف أن «الزوجة التي وافقت على الاقتران بهذا الرجل، تشعر الآن بالندم». وتبدأ القصة من ممر الطابق الخامس وهما متجهان إلى شقتهما، ويشعر القارئ بالضيق من طول الممر وهما يمران أمام «أبواب مغلقة من اليمين واليسار لشقق متشابهة»، ويعطي هذا المدخل الرمزي بكثافة مدهشة حالة النفور والدمار التي بلغتها علاقتهما منذرة بنهاية حياتهما المشتركة. 
الهروب الثالث بعنوان «لعنة مادلين»، وبطلتها موظفة تفتح حاسوبها وتحاول أن تقرأ قصة «سقوط منزل عائلة آشر» لكاتب قصص الرعب إدجار ألن بو، ولكنها تفاجأ بظهور التاريخ (يناير 1809) وتخترق الشاشة صورة الكاتب ثم تنكمش وتتمزق ليختفي تماماً، وتختفي معه كافة المعلومات التي كانت مختزنة في الحاسوب مما أوقعها في ورطة مخجلة. وتختلط تصرفات الفتاة بأحداث قصة ألن بو وكأن لعنة مادلين أصابتها وامتدت إلى جميع زملائها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©