الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«التراث الشعبي».. جوهر الشخصية الإماراتية

غلاف الكتاب
24 يوليو 2021 00:20

 أبوظبي (الاتحاد)

في مستهل كتابه «التراث الشعبي الإماراتي» يشير المؤلف د. إبراهيم أحمد ملحم إلى أن التراث أصالة تشكل جوهر الشخصية الإماراتية، ولا تتعارض مع المعاصرة، لأنها تتوجه نحو كل ما يضمن خير الإنسان ونمائه. 
الكتاب صادر عن دار «نبطي للنشر»، ويشتمل على تسعة فصول، منها: أهمية التراث ورعاية الدولة له، توثيق التراث الشعبي في الإمارات، التعبيرات الشعبية والتواصل الاجتماعي، وأخيرا الغوص والحنين للوطن.
ويتناول الكاتب الأدب الشعبي في عدة عناوين فرعية، يبدأها بالأغنية الشعبية وينتهي بالسيرة الشعبية، مبيناً بين هذين المجالين عدة فروع أخرى هي: الشعر النبطي، الأمثال، التعبيرات السائرة والألغاز، الحكاية. 

الأغنية الشعبية
ويوضح د. إبراهيم ملحم أن نصوص الأغنية الشعبية مجهولة المؤلف يؤديها المغني في المناسبات وفق قوالب لحنية متوارثة، ومنها أغاني «المهاوة» و«التومينة» وأغاني الأطفال وأهازيجهم أثناء اللعب، أو تلك التي تصاحب الابتهاج بهطول المطر. 
ويمتاز الشعر النبطي في الإمارات بشهرة واسعة وشعبية كبيرة، ويمكن أن نتصور أن جميع أبناء الإمارات شعراء، وإذا كان الماجدي بن ظاهر أشهر شاعر في التراث، فإننا نجد عشرات الشعراء الكبار الذين جاؤوا بعده وما زال له مكانته المرموقة على المستوى الرسمي والشعبي.
أما الأمثال والحكم الشعبية، وهي منتشرة بين كل الشعوب، لكن لها مكانة خاصة في الإمارات لأنها تشكل ركناً مهماً من أركان التراث، وغالباً ما يدعم المتحدث أو المجادل حجته بحكمة شعبية استمرت مثلاً مقنعاً على مر الأجيال، وغالبا ما تكون بالفصحى أو بشاهد من الشعر. 

لغة محكية
أما التعبيرات السائدة، فهي كلمات وعبارات بلاغية موجزة وهي باللغة المحكية الدارجة، وهي ترد على ألسنة الناس في أحاديثهم اليومية في مناسبات ومواقف مختلفة، كما يقال لمن يفوز بسباق الهجن أو غيره «تستاهل الناموس»، وربما كانت الحكاية التي يرويها الجد أو الجدة للأطفال من أهم سرديات الأدب الشعبي المتوارثة من جيل إلى جيل، وأبطال بعض هذه الحكايات واقعية من الناس، وبعضها الآخر من الأسطورة أو الجن، مثل شخصية «أم دريس» التي خصها الروائي علي أبو الريش بإحدى رواياته، وتشكل السيرة الشعبية دعامة مهمة من دعائم التراث، وهي نص سردي مطول حول شخصية أو فارس من التاريخ مثل عنترة وأبو زيد الهلالي.

زايد والتراث
ويتوقف الكاتب في عدة صفحات عند الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مبيناً مدى رعايته الكريمة للتراث حيث أنشأ عام 1968 مكتب الوثائق والدراسات الذي يتبع الديوان الأميري مباشرة، ويهدف إلى جمع الوثائق والمعلومات بتاريخ شبه الجزيرة العربية وثقافتها عامة، والإمارات خاصة، كما أنشأ أول متحف في مدينة العين عام 1969. ويبين د. ملحم في كتابه حكمة الشيخ زايد واتساع رؤيته للتراث ويستشهد بأمثلة من كلماته المأثورة، فيقول: «إننا نحرص على الاحتفاظ بتقاليدنا العربية الأصيلة وتراثنا القومي، وهي تقاليد نحبها، توارثناها عن الأجداد عبر أجيال طويلة.. إنها منقوشة في الصدور، وسنحرص عليها دائماً مهما خطونا إلى ميادين الحضارة».

توثيق
وفي مجال التوثيق، يشير المؤلف إلى جهود الدكتور راشد أحمد المزروعي، مبيناً أنه اعتمد منهجاً مزدوجاً يقوم على التوثيق والشرح بطريقة علمية تستحق الدراسة والتقدير، وخاصة أنه صاغ الحكاية باللغة الفصحى، لكنه حافظ على الكلمات التي ليس لها بدائل فصيحة، ولعل فصل الغوص يستحق منا وقفة مستقلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©