الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البريكي يصدر «الليل سيترك باب المقهى»

محمد البريكي
19 يوليو 2021 00:20

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

بعد إصداره لثلاثة دواوين من الشعر الفصيح (بيت آيل للسقوط، مع البحر، عكّاز الرّيح)، يعود الشاعر الإماراتي محمد عبدالله البريكي، مدير «بيت الشعر» في الشارقة، بأحدث دواوينه، بعنوان «الليل سيترك باب المقهى» الصادر قبل أيام عن «دار موزاييك» في إسطنبول، وجاء هذا العمل الأدبي الرفيع في 136 صفحة من القطع المتوسط، ضمت 27 قصيدة تنوعت ما بين العمود والتفعيلة، واضعاً خلاصة تجربته مع القصيدة والحياة في موضوعات إنسانية ووجودية تفتح أبواب التساؤلات على هموم الإنسان المعاصر وتطلعاته، كما تعكس جماليات القصيدة حينما تستظل بمرونة التعبير والغاية المضمونية التي قامت من أجلها حركة الشعر الحديث.

ضفاف القصيدة
ومن شرفة المقهى، وهي عند الشاعر معادل موضوعي للحياة، تنهض معظم قصائد الديوان على تجليات المكان، ففي قصيدته «العابرون» ينصت لنبض العبور قائلاً: «ونحن اليتامى إذا ذكر العابرون على الغيوم والفاتحون ومن حوّلوا رملة اليد مجداً»، وفي قصيدته «ضفاف الحياة» يمتزج المكان كرمزية شعرية مع الرغبة في البقاء والعيش ورؤية الجمال كمفردة إنسانية، ونقرأ «هكذا عقرب الزمان سيمضي، مضغة كان.. والنهاية رجفة». وتبدو مقدرة الشاعر في أكثر من قصيدة استحضر من فضاءاتها التراث ورموزه وأطلاله، وتوظيف الأحداث لتلقي بظلال المعاني عليها، في لغة شاعرية تتميز بالحداثة والبحث عن الصورة الفنية البكر، والتّحليق في سماوات الخيال، مفتتحاً هذه الدلالة بقصيدة وجودية، نقتطف منها: «خلق العمر حين جاء إلينا، ليرى في الفناء والعيش ضعفه، ما شربناه من حنين تولّى/ وسيبقى الذي سنحسن قطفه/ كل نبض يمرّ ينقص وقتاً/ من لنقص الزمان في العين مصادفة).

شغف الكلمة
وقال البريكي في تصريخ خاص لـ«الاتحاد» حول هذا الاصدار: «إن قرار إصدار ديوان شعري جديد بعد عدة إصدارات لا يأتي مصادفة أو دون تفكير طويل، وهو في تقديري أشبه بالولادة المتعسّرة، لأن الشاعر الذي يهتم بجودة نتاجه الأدبي يعيش باستمرار مرحلة القلق من إصدار جديد، ولقد بذلت جهداً مضاعفاً في ما أعتقد في هذا الديوان، كي يمثل إضافة جديدة لمكتبة الشعر العربية، وللقارئ، وسأسعد إن حظي بنظرة تأملية من قارئ محب حقيقي للشعر، بعيداً عن ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي، فالكتاب له سحره الخاص الذي لا يشعر به إلا أصحاب الشغف بالكلمة، وهي أصل الدنيا وما الكون إلا كلمة».
والبريكي في ديوانه هذا كوّن بكل تشكلاته الهندسية الخلابة التي تدفع الإنسان للشعور بمتعة الاحتواء، كما هي قابلة للانصهار والتصلّب، لتكون بدورها محتوى داخل النص الشعري، الذي وصلنا إليه بذلك التماهي الجميل في البحث عن الذات والوجود والحياة، كما نرى في قصيدته «عائلة للطريق» حيث يقول: «أبحث عن طابق خلّف الأربعين/ إلى طابق لا يؤثث بالدمع/ تدخل مهرة قلبي بلا شهقة خاسرة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©