الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ارتداد».. اختلافات ثقافية وعلاقات متأرجحة

لقطة من فيلم «ارتداد» (الصور من المصدر)
17 يوليو 2021 00:30

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

عشية افتتاح النسخة الـ 74 لمهرجان كان السينمائي 2021، كانت السينما السعودية على موعد استثنائي مع جمهور متعدد الثقافات والحضارات، ضمن انطلاقة «ليالي السينما السعودية» التي احتضنها معهد العالم العربي بباريس، بالتعاون مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وتنظيم جمعية الصداقة الفرنسية السعودية «جيل 2030»، بعرض 5 أفلام شبابية، تصدرها فيلم «ارتداد» لمخرجه محمد الحمود، والذي سلّط فيه الضوء على الاختلافات الثقافية في المجتمع السعودي المعاصر، في شريط سينمائي مدته (45 دقيقة) ويحكي قصة زوجين حديثين يصلان لأول مرة إلى مسقط رأس الزوج بعد زفافهما، فيكتشفان مع الوقت بأن حياتهما المعاصرة ما هي إلاّ عالم مختلف تماماً عمّا ينتظرهما هناك، فالزوجة «آية» كان عليها أن تحاول جاهدة أن يقبلها أهل زوجها القيام بخيار صعب، بينما يواجه زوجها «نادر» العواقب، مما يضع علاقتهما الناشئة أمام تحد صعب.

  • ملصق فيلم «ارتداد»
    ملصق فيلم «ارتداد»

 أما الفيلم فيعرض بحبكة غنية استكشاف الثقافات المحلية في السعودية عبر زيارة مناطق الجنوب الريفية والتحولات التي ستحدث بين الزوجين، نتيجة أن الزوجة عاشت في مدينة جدّة، ولم تكن على صلة بثقافة أهل زوجها الذين يسكنون منطقة جازان النائية، أما عنوان الفيلم فيعكس دلالة مباشرة إلى الارتداد الذي ينتج عند الإنسان عندما يكتشف شيئاً كان يجهله من قبل، أو على نحو ما صرّح به الحمود، المتخرج من أكاديمية سان فرانسيسكو للفنون، بأن اختلاف الثقافات في شريط الفيلم كان معادلاً موضوعياً للعلاقات الإنسانية، وهذه ثيمة عالمية، حققت للعمل نجاحاً غير مسبوق في مسيرة السينما السعودية التي تعد الخطى سريعاً نحو عالمية منبعها الهوية الوطنية، كما حقق «ارتداد» أصداء عالمية واسعة.
«ارتداد» الذي استقبله الجمهور الباريسي بحفاوة، هو عمل روائي قصير، من تمثيل فاطمة البنوي وأيمن مظهر، وقد أشاد به النقاد والإعلام في مناسبة عرضه في النسخة الأخيرة (2019) من مهرجان كليرمون فيران، للفيلم القصير في نسخته الـ 42 (فرنسا) والذي يعتبر أهم تظاهرة سينمائية للفيلم القصير في العالم. وكان جان لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس قد أشار عبر تصريحات صحفية «أن السينما السعودية تعيش اليوم أوج نهضتها، بما تحققه من حضور عالمي، محتفظة بهويتها في ذات الوقت»، مما أسهم بشكل لافت في تقدمها سريعاً نحو العالمية، بأفلام سعودية خالصة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©