السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البحر مصدر إلهام

البحر مصدر إلهام
25 يونيو 2021 00:20

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

في اليوم الدولي للبحارة الذي يصادف 25 يونيو، يمكن أن نقترب من هذا المشهد بزاوية أخرى، تتناول طبيعة البحر في حياة المبدع، كون البحر أحد المحفزات الرئيسة التي تساهم في صياغة القريحة لدى الشخص ودفعه للإنتاجية بشكلٍ دائم ومستمر. فالعديد من الشعراء تغنوا بالبحر واستغرقوا في النظر إلى ذلك الامتداد الشاسع ليصوغوا عباراتهم ومعانيهم وأفكارهم التي سطرت على صفحات القلب.

  • محمد بن جرش
    محمد بن جرش

قال الكاتب والباحث محمد بن جرش: «عندما نتحدث عن البحر، نتحدث عن فضاء واسع يجد فيه المبدع الموج المتلاطم، وهو يضرب السفن، والمد والجزر، والهدوء، والغضب، والسكينة، والحب، والاحتواء، فالبحر فضاء متناقض يثير الوجدان، ويجعل الإنسان منتشياً بمشاعره، يقظاً بأحاسيسه، مستلهماً أشياء جميلة تخرج من داخله بصورة تشبه جمال ذلك المنظر». مضيفاً: «البحر ملاذ للمبدع، بما يحمل من تناقضات وجماليات تسهم في صقل وجدان الإنسان».

  • نورة الهاشمي
    نورة الهاشمي

مكامن الإبداع
وقالت الفنانة التشكيلية نورة الهاشمي: «نعلم أن الفنان لديه القدرة على الإبداع في أي مكان، ولكن هناك أماكن لا تخلو من الجو العاطفي والروح النقية التي يمكن للرسام أو المفكر أو الكاتب أن يبدع فيها ويستلهم من المنظر الذي أمامه والصورة التي تجول وتصول في خاطره. مضيفة: نرى هذا في الطبيعة وما أوجده الخالق من إبداع يكوّن حساً فنياً بديعاً للرسام والفنان، فهناك البحر وما يليه من محيط ومن كون ومن رمال، وما يظهره هذا البحر من نفائس تتملّـك روح المبدع، وتجعل مشاعره في حالة استلهام، ومن ثم إعادة تهيئتها لأن تكون في حالة من الترتيب».
وتابعت: «عند تأملي في جمال البحر، تأتيني أفكار رائعة كجمال المنظر نفسه، وكوني رسامة تشكيلية بعيداً عن مرسمي الخاص، هناك في ذلك الامتداد المفتوح ألوان تتلألأ ممتزجة باللون الأزرق اللامع والترابي الفاتح، ما يجعلني أتأهب للغوص في أعماق نفسي، وأمخر عباب ذاتي باحثة عن مكامن الإبداع الذي لا يظهر إلا برؤية الفطرة الغريزية والجمال البديع الذي يحفز ما بداخلي لأن يخرج بأجمل صورة». وأوضحت: «البحر يجعلني أنتمي إلى عالم جميل من خلاله اُبدع بلوحة جميلة وساحرة، فعندما نتذكر البحر نتذكر أن هناك إبداعاً جميلاً وهناك مشروعاً يبتدئ بضربة فرشاة».

  • مريم الحمادي
    مريم الحمادي

وبدورها، أشارت الكاتبة مريم الحمادي، إلى أن البحر صورة عظيمة في داخل الإنسان، سواء كان إنساناً عادياً بفكره، أم كان مبدعاً يستطيع استلهام الأفكار من ذلك الامتداد المفتوح. فالبحر له جاذبية  فطرية تستحوذ على الإنسان وتجعله يعيش اللحظة متجرداً من كل تلك الماديات التي قد يعيشها في حياته اليومية، والتي تكون إحدى مسببات الانزعاج والضغوطات النفسية، مؤكدة، أن النظر إلى البحر يعطي شعوراً بالراحة والهدوء، ما يجعل الإنسان يغوص في أعماق نفسه، مفعماً بمشاعر الحنين والحب والعطاء والإنسانية الملهمة.

  • علي أبوالريش
    علي أبوالريش

اللاشعور الجمعي
وقال الكاتب والروائي علي أبوالريش، إن البحر ليس لساناً مائياً مجاوراً لليابسة فحسب، بل هو حياة، وملاذ، فضلاً عن أنه مصدر جلال بما يكتنفه من سطوة على الوجدان الإماراتي، فالبحر الذي كان مخزن رزق، وتربة نبات إحيائي، كان أيضاً الهوة السحيقة التي ابتلعت أرواحاً، حيث السفر البعيد، في أعماق البحر، وهذا ما جعلنا نقدم كتاب «البحر في الذاكرة الإماراتية» الصادر عن دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، لافتاً إلى أن الكتاب يقدم صورة شاملة لما يمثله البحر في ذاكرة الحياة، ووجدان الناس، حيث يرسم لوحة تراجيدية عن الحياة والموت والقاسم المرتبط في ثيمة البحر المختزلة من واقع الإنسان.
وتابع: «البحر في الذاكرة الإماراتية»، دراسة عن أثر البحر في الذاكرة المحلية من صور قائمة بذاتها في الذهنية الفردية، كما هي راسخة في اللاشعور الجمعي لدى المجتمع.

  • فاطمة المزروعي
    فاطمة المزروعي

ومن جانبها، قالت الكاتبة فاطمة المزروعي: «البحر مصدر كبير للرزق والإلهام، على الرغم من صعوباته وخطورة أمواجه، ولكنه يمد الكاتب بقصص وحكايات يحملها الصيادون معهم، منها حكايات وأهوال حقيقية في مصارعة أسماك القرش وأمواج البحر والحكايات الخيالية والأسطورية التي تتناقلها الذاكرة الشعبية في مختلف العصور وتنثرها بين الشعوب والدول، ولذلك تجد الكثير من قصصنا المحلية تحمل طابع القصص العالمية؛ كونها تناولت قصص البحر التي نقلها الإنسان وأضاف إليها الكثير مما يتناسب مع بيئته»، مضيفة أن الكاتب يستلهم من البحر الهدوء والتأمل والعطاء، وينعكس ذلك في سلوكه اليومي وكتاباته، كما أن بإمكان الكاتب المبدع أن يعتبر البحر ملجأ روحياً يهرب إليه للبحث عما يلهمه ويساعده على إطلاق العنان لخياله.
وأوضحت: «كثير من كتابنا المحليين استلهموا من البحر قصصهم وحكاياتهم ونقلوها إلينا، فكان البحر عاملاً مشتركاً في وصول هذا الزخم من الإنتاج الفكري للأجيال المتعاقبة حتى تفهم قيمة البحر وأهواله ومدى تكبد أجدادهم في البحث عن الرزق، وهذه الحكايات لم تأتِ إلا من صراع الرجل مع البحر».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©