الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جامعة محمد بن زايد.. ريـادة في العلوم الإنسانية

جامعة محمد بن زايد.. ريـادة في العلوم الإنسانية
24 يونيو 2021 00:27

د. حورية الظل

وضعت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأبوظبي، رؤية تتحدد في تحقيق الريادة في العلوم الإنسانية في الداخل والخارج، أما الأهداف التي سطرتها فتتمثل في دعم التنمية والتطور والبحث العلمي والتربية على التسامح، ولتحقيق ذلك قدمت من ضمن ما قدمته برامج أكاديمية في اللغة العربية وآدابها، وفي الدراسات الإسلامية بفروعها، ونظراً لضيق المجال سنتطرق للدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها.

الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها:
سطرت جامعة محمد بن زايد برنامجاً أكاديمياً للبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، والذي يعتبر، حسب ما جاء في موقعها الرسمي «ترسيخاً لإيمان القيادة الحكيمة بأهمية إيجاد التناغم بين المجتمعات، واحترام الثقافات، والعمل مع الآخرين لبناء قيم مشتركة تجعل العالم أكثر عدلاً وسلاماً وشموليةً»، وانسجاماً مع هذه الرؤية التي تتبناها دولة الإمارات، سنتطرق لتخصصين فقط وهما، بكالوريوس التسامح والتعايش، وبكالوريوس اللغة العربية وآدابها: تخصص لغة ولسانيات، وسبب اختيارنا لهما، كونهما يمكنان الطلاب، من حمولة علمية وفكرية وثقافية وأخلاقية تنبني على قيم التسامح والمحبة، وأيضاً يمكنانهم من التفكير الناقد، وخلق المعرفة وتطبيقها من أجل الصالح العام والشواغل المجتمعية الأخرى.

بكالوريوس التسامح والتعايش:
تعتبر دولة الإمارات مثالاً حياً للتسامح والإدماج والتعددية الثقافية، حيث تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، وقد عززت قيم التسامح والتعايش من خلال سن قوانين من أجل مكافحة التمييز والكراهية، كما استحدثت وزارة للتسامح والتعايش واعتمدت برنامجاً وطنياً للتسامح، كما أن التسامح والتعايش تم إدماجه ضمن البرامج التعليمية، ومن هنا استحدثت جامعة محمد بن زايد بكالوريوس التسامح والتعايش ويتضمن مساقات عدة، الهدف منها، ترسيخ قيم التسامح والتعايش لدى الأجيال الجديدة، ومنها، مقاصد الشريعة حيث تعلم الطلاب تقدير جهود العلماء في إرساء قواعد هذا العلم، وتدربهم على تنزيل هذه القواعد والمقاصد على مختلف أبواب الفقه وعلى القضايا المستجدة لتبيين قدرة الشريعة على استيعاب الواقع من خلال مقاصدها الكبرى. وأيضاً مساق التربية الأخلاقية، ويتضمن التعريف بمفاهيم التربية والأخلاق والتربية الأخلاقية، ويتناول مصادر التربية الأخلاقية ووسائلها ومقاصدها وأهميتها في عالمنا المعاصر، كما يستعرض الوسائل التي تكسب الأخلاق الحميدة، ثم مساق مهارات التواصل الفعال، ومن ضمن ما يتناوله نظريات التواصل وفن الإلقاء وعناصرهما ومجالاتهما، ودور السياق والحجاج في بناء تواصل فعال وإلقاء ناجح. وكذلك مساقات اللغة العربية وعلم النفس وعلم الاجتماع ومساق المدخل إلى التسامح والتعايش والذي يُعرف بمفهومي التسامح والتعايش، وأيضاً مساق حقوق الإنسان في الإسلام، ويتضمن التعريف بحقوق الإنسان في الإسلام، وخصائصها، وأسسها، ومجالاتها، وأثرها في استجلاء التكريم الإلهي والاستخلاف الرباني للإنسان في الأرض، وربطها بالمقاصد الضرورية الخمسة التي تدور عليها الشريعة الإسلامية. 
أما مساق الأخلاق والمشترك الإنساني، فيتضمن تعريفاً بالأخلاق، من حيث كونها منظومة من القيم التي تشترك البشرية في الإيمان بها، وتُجمع على أهمية تفعيلها والوفاء بها، ووجوب العناية بتعليمها والتربية عليها، فهو يهدف إلى مساعدة الطلاب على بناء تصور عالمي كوني للمفاهيم الأخلاقية، يضمن التعايش لكافة الأمم، والبقاء لمختلف الثقافات، ونجد ضمن بكالوريوس التسامح والتعايش مساق إرث الشيخ زايد والتعايش السلمي في الإمارات، ويتناول هذا المساق حياة وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من عمله في منطقة العين ثم حاكماً لأبوظبي، كما يتناول المساق إنجازاته في تطوير البلد وتحضره، ورؤيته لدولة الإمارات العربية المتحدة وإرثه في مجال الخدمة العامة، والمعرفة التاريخية والدبلوماسية. ويركز المساق على دوره في ترسيخ فكرة التعايش السلمي داخلياً من خلال سياسات متوازنة وعملية امتدت بعد وفاته، وخارجياً في المحافل الدولية، ورؤيته وسياسته في تمكين دولة الإمارات لتصبح عاصمة للتعايش والتسامح الفكري.
وبالنسبة لمساق المواطنة والسلم، فهو يسعى إلى تعريف الطالب بالمواطنة والسلم، وأهميتهما ودورهما في بناء المجتمعات، كما يتناول التأصيل الشرعي لفكرة المواطنة والسلم، وحاجة المجتمعات إليهما، بالإضافة إلى مساقات أخرى كلها تخدم قيمتي التعايش والتسامح التي تتبناها دولة الإمارات، وتتلخص في الحوار الحضاري وقيمة العلم والعلوم عند المسلمين والمواطنة والسلم والحوار الحضاري في الإسلام والإعلام وثقافة التعايش ومنابعه في القرآن والسنة ومقارنة الأديان والأمن الفكري وقضايا معاصرة في التسامح، والهدف من هذا البرنامج، كما يؤكد القائمون على الجامعة، تمكين الطالب من القدرة على توضيح المفاهيم والمعارف النظرية الخاصة بالتسامح والتعايش، وتحليل التحديات التي تواجه ثقافة التسامح والتعايش فى المجتمعات الخليجية والعربية والعالمية، مع القدرة على استثمار المعارف المكتسبة في تنمية قدراته وبناء شخصية علمية قادرة على تحمل المسؤولية، واستخدام وسائل التواصل والتقنيات الحديثة في نشر ثقافة التسامح والتعايش، وغيرها من الأمور التي تجعله سفيراً للتعايش والتسامح أينما حل وارتحل.
بكالوريوس اللغة واللسانيات:يشمل هذا التخصص مساقات عدة، كمساق اللغة العربية الذي يعرف بعلوم اللغة العربية، وبأشهر مصادرها، ويتطرق إلى بعض الأبواب النحوية والصرفية التي تساعد الطالب على معرفة القواعد النحوية والصرفية، كالكلام وأقسامه، والصرف وأهميته، وأيضاً مساق اللغة الإنجليزية الذي يمكّن الطلاب من تملك ناصية اللغة الإنجليزية، فيتمكنون من استثمارها في القراءة والتواصل وتعزيز قدراتهم اللغوية. أما بالنسبة لمساق الفلسفة الإسلامية، فيتضمن التعريف بها ويتناول نشأتها، وخصائصها، ويمكن الطلاب من تحليل نصوص الفلسفة الإسلامية على ضوء المناهج المعاصرة، وكذا الوقوف على جهود أهم الفلاسفة المسلمين ومقولاتهم وتراثهم الفلسفي، والانفتاح على الفكر الإنساني من منطلق تحصين الذات واحترام المخالف.
ولأهمية الخط العربي الذي يُعد من أسس الحضارة الإسلامية، فإن الجامعة خصصت له مساقاً ضمن برامجها الأكاديمية ويتضمن نشأة وتطور الخط العربي، مع التعريف بأهم مدارسه وخصائصه الجمالية وتقنياته، وواقعه المعاصر.
وبما أن الإمارات العربية المتحدة تنهج خطة تعميق روح الانتماء الوطني لدى أبناء الدولة، وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن، وصقل مواهب وقدرات الشباب الإماراتي، فإن جامعة محمد بن زايد لم تبق خارج التجربة في برامجها الأكاديمية، فخصصت مساقاً في بكالوريوس اللغة العربية حول المجتمع الإماراتي والهوية الوطنية، وينطلق من قاعدة معرفية تقوم على كون الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً لمجتمع يجمع بين الأصالة والمعاصرة في صيغة فريدة لا تجعل أياً منهما يطغى على الآخر أو يلغيه. ومن ناحية ثانية تمثل الإمارات نموذجاً للدولة العصرية التي تطلق طاقات المجتمع وتضبطها دون هيمنة من الدولة على المجتمع أو انفلات للمجتمع عن ضوابط الدولة القانونية والمؤسسية. وأيضاً هناك مساقات أخرى عدة تتلخص في مناهج البحث والابتكار والسيرة النبوية والعلوم الطبيعية والذكاء الاصطناعي، ويتضمن المساق الأخير دورات تدريبية. أما مساق الفكر والحضارة الإسلامية، فيرصد أطوار تشكل الفكر الإسلامي ومضامينه ومجالاته وتفاعلاته وتجاذباته عبر البيئات والعصور، ويعرف بمفهوم الحضارة عامة والحضارة الإسلامية خاصة، ويبحث في أصول هذه الحضارة ممثلة في القرآن والسنة، وفي نظم الحكم في الإسلام، ونشأة العلوم الإسلامية وما نجم عنها من نهضة فكرية وعمرانية واقتصادية، كما يرصد أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية، كما نجد مساقات أخرى تتلخص في فقه اللغة والأدب العربي ومهارات الكتابة والتعبير ونصوص من القرآن الكريم وفقه اللغة والصوتيات وفلسفة اللغة، وغيرها من المساقات التي تمكّن الطلاب من اكتساب ثقافة شمولية في اللغة والأدب والفكر والفلسفة.
ومن خلال ما سبق، يتأكد أن ما سطرته جامعة محمد بن زايد في برنامج بكالوريوس اللغة العربية وآدابها، يتماشى مع سياسة دولة الإمارات التي تهدف إلى تحقيق الريادة في التطور والتقدم، وتنمية روح الانتماء للدين والوطن وترسيخ قيم التسامح والتعايش.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©