عدد اليوم
محمود إسماعيل بدر (عمان)
أحدثت جائحة كورونا تحوّلاً رقمياً في ساحة الإبداع والثقافة عموماً، والتشكيل خصوصاً، ما دفع صالات فنية إلى البحث عن وسائل مبتكرة لتقديم أنشطتها عن بُعد، ودراسة كيفية التّعافي من هذه المرحلة الضبابية الفنّية، في إطار أن الجمهور أصبح متقبلاً لفكرة الفنون بصورة افتراضية، وفي العاصمة الأردنية عمّان افتتح «غاليري بنك القاهرة عمّان» معرضاً نوعياً على موقعه الإلكتروني بعنوان «39 في 1»، بمشاركة 40 تشكيلياً عربياً، في أول تجربة عرض «أون لاين» باستخدام تقنية الأبعاد الثلاثية.
إلى ذلك، يقول مدير الغاليري التشكيلي الأردني محمد الجالوس: «تساهم التجربة في مساعدة الجمهور زيارة المعرض والتنقل بين لوحاته، والتعرف إلى تفاصيلها، من دون الاضطرار للحضور الجسدي، وإشباع شغفه الجمالي، وكأنه اقتنى اللوحات التي أحبها بالفعل».
ويتصدر لوحات المعرض عمل فني تجريدي لرائد الحركة التشكيلية الأردنية الفنان مهنا الدّرة، بعنوان «وجه المهرج»، وعمل مميز للعراقي حسن حداد، بعنوان «انعكاسات»، إلى جانب لوحة للفنان المصري العالمي جورج بهجوري، صاحب الألوان المبهجة والعين الراصدة، بعنوان «الدعاء»، ويحضر عمل الفنان الأردني محمود طه الذي تنوعت اشتغالاته بين الرسم والخزف والصلصال والخط، فيما حظي عمل «الصبّار ينتظر» للمصري سامي أبو العزم، باهتمام خاص لدقة النّسب، وتعدد العناصر المحتشدة في كادر اللوحة. ويحفل المعرض الذي يستمر حتى نهاية يوليو المقبل بأعمال متنوعة من البورتريهات وجماليات المدن العربية، وملامح من الحياة اليومية، ولوحات تصوّر جوانب من حياة الناس في ظل الجائحة، وأشكال تجريدية لمقاومة أزمة فيروس كورونا.
ويمكن للأعمال المعروضة إخراج المدرك البصري للجمهور من قتامة المشهد الكوروني، إلى حياة أكثر تفاؤلاً في تصويرها اللوني إلى السرديات الروائية، لعدد من الفنانين من فلسطين والكويت والمغرب وتونس وسورية والجزائر والسودان ولبنان.
