السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هالة بدري: استراتيجية دبي تستقطب شركات ورواد أعمال نحو الاقتصاد الإبداعي

هالة بدري
19 يونيو 2021 19:44

دبي (وام)
أكدت دراسة إحصائية لواقع الاقتصاد الإبداعي في إمارة دبي أجرتها «دبي للثقافة»، أن أداء القطاع يتصاعد بشكل صحي وإيجابي، حيث ارتفعت مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في الناتج المحلي للإمارة من 2.6% في عام 2018 إلى 2.7% في 2019، وهو الأمر الذي يؤكد الاهتمام المتواصل الذي توليه دبي بقيادتها الرشيدة للنهوض بهذا القطاع الحيوي في تشكيل ملامح اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة، كما ينسجم ذلك تماماً مع الجهود المبذولة في سبيل تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل وخلق قطاعات اقتصادية جديدة وواعدة. 
قالت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، إنه بقيادة وتوجيهات سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة «دبي للثقافة»، وبناء على دراسة إحصائية لواقع الاقتصاد الإبداعي في إمارة دبي أجرتها الهيئة بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة، أن الاقتصاد الإبداعي (أو ما يسمى عالمياً بالاقتصاد البرتقالي) يمثل أولوية رئيسة ليس في مرحلة التعافي من تداعيات (كوفيد-19) فحسب، إنما لعقود قادمة أيضاً، وذلك لما له من ثقل يضاهي ثقل القطاعات الرئيسية الأخرى من حيث القيمة المضافة الإجمالية وعدد الشركات العاملة فيه، مشيرةً إلى أن البنية التحتية المتكاملة والناضجة للإمارة تؤهلها كي تكون مركزاً عالمياً جاذباً للاستثمار في الصناعات الإبداعية. 
وأضافت «انطلاقاً من الأهمية المتزايدة التي تكتسبها الصناعات الثقافية والإبداعية، كان دعم الاقتصاد الإبداعي أحد الأولويات القطاعية الرئيسية لخارطة طريق استراتيجية الهيئة، والتزاماً بدورنا الفاعل في تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شهر أبريل الماضي، طوّرنا برامج ومبادرات رئيسة تشكل الركائز الجوهرية لنمو الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة وتعزيز مكانتها لتكون مركزاً إقليمياً ودولياً للاقتصاد الإبداعي ضمن منظومة متكاملة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة للإمارة. 
وهذه الجهود تأتي أيضاً كجزء من أجندتنا في السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة 2021، التي أعلنتها الأمم المتحدة، بهدف تعزيز النمو المستدام والشامل، وإبراز دور الإبداع في الاقتصاد». 
وأوضحت هالة بدري أن الاقتصاد الإبداعي يغطي طيفاً من الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة التي تشكل العمود الفقري للصناعات الثقافية والإبداعية والتي لها أثر في المنظومة الاقتصادية بشكل عام، وتضم 6 قطاعات رئيسة، تشمل التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، والتصميم والخدمات الإبداعية، إضافةً إلى المجالات الأخرى التي تتفرع عنها، مثل: صناعة النشر والكتب والإعلام المرئي والمسموع والمطبوع، مروراً بالسينما، والأفلام والفيديو والموسيقى، والفنون بأنواعها ومتاحف التراث الثقافي والمواقع التاريخية والأرشفة والأحداث الثقافية الكبرى والمكتبات وغيرها من القطاعات الفرعية والمجالات التابعة لها. 
تُظهر بيانات ونتائج الدراسة بشكل واضح وجلي نجاح استراتيجية دبي في استقطاب رؤوس الأموال الإبداعية والمهارات ورواد الأعمال المبدعين، إذ زاد عدد المؤسسات الربحية العاملة في الصناعات الإبداعية والثقافية من 8,352 شركة في عام 2018 إلى 9,772 شركة في عام 2019، والتي بدورها ساهمت في توفير فرص عمل في هذا القطاع لعدد 69,341 موظفاً في عام 2018 و75,998 موظفاً في 2019، بنمو يصل إلى 9.6%. 
بدورها بلغ عدد الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة العاملة في الصناعات الإبداعية 9,749 شركة في عام 2019، أي أكثر من 99 في المئة من إجمالي عدد الشركات العاملة في هذا القطاع، وهذا مؤشر على صحة توجّه الهيئة الاستراتيجي تجاه دعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تأكيده على الجاذبية وبيئة العمل النوعية التي توفرها الإمارة لرواد الأعمال المبدعين، وبالتالي قدرة الإمارة على استقطاب هذه المهارات، والتي سيكون لها دور بارز في دعم الإنتاج المحلي للاقتصاد الإبداعي في دبي ودولة الإمارات، كما سيكون لاستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي وتطوير منطقة القوز الإبداعية كمرحلة أولى وإطلاق مناطق إبداعية متكاملة أخرى بالإمارة خلال السنوات القادمة أكبر الأثر في دعم وتعزيز صحة أداء القطاع، واستقطاب المزيد من الشركات الإبداعية ورواد الأعمال ورؤوس الأموال العاملة في هذا المجال، وبالتالي تحقيق الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى جعل الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنةً للإبداع، وملتقىً للمواهب من مختلف أنحاء العالم وفي شتى مجالات الإبداع. 
وقالت بدري: «لقد كان لجائحة (كوفيد -19)، التي ما زال العالم يشهد تداعياتها، أثرٌ كبيرٌ على القطاع الثقافي والإبداعي حول العالم، إلا أن هذه الجائحة، رغم ذلك، كشفت عن أهمية هذا القطاع فقد أضحى الفن والموسيقى والمادة المصورة والمكتوبة ملجأً للناس حول العالم خلال مرحلة الحجر، كما وجدت المتاحف طرقًا إبداعية لمشاركة المحتوى الثقافي مع الناس في المنزل، وجلب الموسيقيون الراحة النفسية للناس عبر الإنترنت أو من شرفات منازلهم. 
وتشهد قطاعات الصناعات الإبداعية بالإمارة استجابة للتعافي بفضل الجهود التي بذلتها، وتبذلها، القيادة الرشيدة في دعم مبدعيها، وقد قادت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم الحراك الثقافي بإمارة دبي للوقوف على طبيعة التحديات التي يواجهها هذا القطاع، واستكشاف سبل التعاون للمضي نحو آفاق أوسع من النمو، وبلورة حلول مبتكرة تسهم في استدامته، وكانت دبي من أوائل المدن في العالم التي أعادت فتح الفعاليات الثقافية والإبداعية بشكل فعلي وليس رقمي، تسريعاً لوتيرة تعافي القطاع عبر منصات تفاعلية مثل أسبوع دبي للتصميم ومهرجان طيران الإمارات للآداب، وغيرها». 
وأشارت مدير عام «دبي للثقافة» إلى أن الهيئة تدرك تماماً أهمية الصناعات الثقافية والإبداعية التي باتت تشكّل إحدى أسرع الصناعات نمواً على مستوى العالم، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فضلاً عن الكثير من التقارير العالمية الأخرى التي سلطت الضوء على مساهمة تلك الصناعات في الاقتصادات الوطنية، وأهمية الاستثمار في قطاعات الصناعات الثقافية الإبداعية وتوفير فرص لتحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة، لتساهم الصناعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل وتحقيق العائدات من الصادرات الثقافية إضافة للتأثير المباشر على القطاعات الأخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©