الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مها المزروعي: تجربتي مغمورة باللون

مها المزروعي (الصور من المصدر)
16 يونيو 2021 00:10

نوف الموسى (دبي)

الفنانة الإماراتية مَها المزروعي، مأخوذة دائماً باللون، في لوحاتها الزيتية ينهمر الأزرق المحيطي على امتداد ساحر، متداخلاً مع اليابس الأخاذ بملامح الأرض وتسربه في تفرعات لا نهائية ونتوءات جمالية. 
تتطلب اللوحات من الفنانة ساعات متواصلة من الصبر، وشهوراً من الترقب، لتعلن كل طبقة لونية، عن حالة استقرارها بمجرد أن يجف اللون، لتمرر بعدها المزروعي مستخدمةً تقنية سكين اللون مجدداً على تلك الطبقات بطبقات متراكمة، يتأملها المشاهد في معرض «عناصر الطبيعة» المُقام في دبي، حيث تقبع في الزوايا الجانبية، بالقرب من المقاعد والطاولات المخصصة للجلوس، ليستشف المتابع تلك اللحظة الشفيفة بين اللوحة والزائر العابر، والتساؤل الدائم يتمحور حول أثر الذائقة اللونية وأبعادها في الفضاءات العامة، ما الذي يُمكن أن يحدثه اللون، من حساسية قادرة على خلق علاقة مستمرة بين الإنسان والمكان؟.تقول المزروعي، إن طريقتها الخاصة في الاشتغال على اللون، هي أنها لا تنطلق من فكرة، بل إنها تترك المجال واسعاً للون في أن يقودها للفكرة، لذلك فإنها تعمد إلى مزج ألوان غريبة، متطلعة إلى نتائجها طوال رحلة اللوحة الفنية. 

  • من أعمال المزروعي في معرض «عناصر الطبيعة»
    من أعمال المزروعي في معرض «عناصر الطبيعة»

ومن اللافت التوقف عند تقنية إدخالها للأسلوب التكعيبي مع عوالم التجريد، إلى ذلك، تقول المزروعي: «في بداياتي قدمت مشروعاً للوحات لفندق برج العرب، سعيت فيها إلى تجريب الأسلوب التكعيبي مع الفن المعماري الإسلامي، قرابة الـ8 لوحات، لا تزال موجودة هناك، كنت أشعر فيها بمدى قدرتي على إحداث التداخل بين التصميم الداخلي للمعمار وحضور اللوحات الفنية، لذا استمرت لي مشاريع مع فنادق عديدة، وكذلك مؤسسات رسمية، من مثل مطارات دبي».
وتلقّت المزروعي تعليمها في كلية نورث ويست للفنون بالولايات المتحدة، وفي الأكاديمية الملكية للفنون في بريطانيا، موضحة أنها درست في المرحلة الجامعية تخصصاً مختلفاً، لأنه لم تكن وقتها كليات متخصصة بالفنون في دولة الإمارات، إلا أنها اهتمت بتطوير نفسها عبر استكمال مشروعها التعليمي في الفنون، إلى جانب الدورات الفنية في خارج دولة الإمارات وداخلها. 
وتعمل المزروعي منذ 20 عاماً، في المجال الفني، وتطمح لأن تكون حاضرة في كبريات المشاريع بأبعادها الوطنية، مثل معرض «إكسبو» الدولي، تمثيلاً لدولة الإمارات، وتوضح: «أذهب لزيارة معارض عدة في الخارج، وألاحظ كثيراً تكرار الأعمال، التي لعبت الحياة السريعة دوراً في فقدانها التجليات في المضمون، وفي أعمالي أريد أن أرى أبعد من المحيط، أريد أن يذهب المتلقي إلى اتصال أعمق، دونما تقيد، متجنبة وضع عناوين للوحات، ساعية إلى إحداث نقاش مستمر بيني وبين المشاهدين، أريد أن تكون لوحاتي متنفساً في عالم صعب». 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©