الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الحبيب السالمي مرشح البوكر لـ«الاتحاد»: الهجرة مغامرة وجودية وثقافية

الحبيب السالمي مرشح البوكر لـ«الاتحاد»: الهجرة مغامرة وجودية وثقافية
25 مايو 2021

فاطمة عطفة (أبوظبي)
 
جاءت رواية «الاشتياق إلى الجارة» تأليف الحبيب السالمي ضمن القائمة القصيرة لروايات البوكر العربية، وفي لقاء «الاتحاد» مع الكاتب التونسي، بدأ الحديث حول الهجرة لأن بطل روايته مهاجر، وما هي أوجه الاختلاف بين مهاجر وآخر مقيم في الوطن، يقول: هناك فوارق عديدة، أهمها في رأيي هو أن النظرة إلى الوطن بالنسبة للمهاجر تصبح مختلفة عن نظرة المقيم، فالمهاجر يحتك بحضارة أخرى وبتقاليد وعادات مغايرة، ويرتبط بعلاقات بشرية مع أناس ليسوا من ثقافته، ويعيش تجارب حياتية ليس بإمكانه أن يعيشها لو بقي في وطنه، وهذا يدفعه إلى التفكير وإلى مساءلة نفسه، وإعادة النظر في مفاهيم كثيرة. ويستدرك الكاتب السالمي قائلاً: إن للهجرة أيضاً أخطارها ومزالقها، وقد تؤدي بالفرد في بعض الأحيان إلى الاغتراب الفكري، والابتعاد عن ثقافته والقطع مع جذوره، وهكذا يجد نفسه ضائعاً بين ثقافتين، مبيناً أن الهجرة ليست مجرد ظاهرة اجتماعية، وإنما هي مغامرة وجودية وثقافية وفكرية.

رؤية الآخر
وبالسؤال، بالنظر إلى تجارب أدبية مختلفة لمن عاشوا في الغرب أمثال: رفاعة الطهطاوي، وتوفيق الحكيم، والطيب صالح، وسهيل إدريس.. هل يمتلك المهاجر تجربة أدبية أعمق برأيك؟ يقول السالمي: هذا يتوقف على الطريقة التي يعيش بها المهاجر في الغرب، ولكن يمكن القول إن باستطاعة المهاجر، إن كان مثقفاً، أن يمتلك تجربة عميقة.. الاحتكاك المباشر واليومي بالغرب يساعده على أن يرى هذا الغرب وثقافته على وجه أوضح، وبالتالي أن يفهمه فهماً صحيحاً، كما يساعده على أن يرى جوانب عميقة في ثقافته، قد لا ينتبه إليها لو ظل يقيم في وطنه، مشيراً إلى أن إدوارد سعيد تحدث بشكل رائع عن هذا في أحد الحوارات التي أجريت معه.
أما عن الروائي العربي الذي كان له تأثير إيجابي في كتاباته، فيقول: هناك مثقفون عرب كثيرون كان لهم تأثير إيجابي في كتاباتي، طبعاً أتحدث عن الفترة التي بدأت فيها الكتابة. لقد تأثرت مثل كل الكتاب في بداياتي بالكتاب العرب الكبار مثل نجيب محفوظ، وطه حسين، والطيب صالح. ومن هؤلاء تعلمت كيف أكتب. ولا أزال أذكر أني كنت أحفظ عن ظهر قلب جملاً وفقرات قصيرة من روايات الطيب صالح، وخاصة تلك التي تدور أحداثها في الريف السوداني وهو شبيه بالريف في وطني تونس وفي الكثير من البلدان العربية.
ولكون بلدان المغرب العربي تمتاز بحركة فكرية ونقدية رائدة، هل يعود ذلك لقربها من الغرب؟ يجيب السالمي: ربما، ولكن هناك سبباً آخر مهماً في رأيي، هو أن الكثير من الكتاب في المغرب العربي يتقنون اللغة الفرنسية ويقرؤون بها، وبعضهم يكتب بها. وهذا يجعلهم على صلة مباشرة بالنصوص، خاصة الفكرية والفلسفية منها، دون الاستعانة بالترجمة. 

مكسب أدبي
وحول احتضان أبوظبي رواية البوكر العربية وما قدمت للثقافة العربية محلياً وعالمياً، يقول: احتضان أبوظبي رواية البوكر العربية قدم الكثير للرواية العربية محلياً، ووسّع من دائرة قراء الرواية في الكثير من البلدان العربية. فالروايات التي تصل إلى المراحل النهائية من جائزة البوكر تطبع عدة طبعات، وأيضاً عالمياً اهتم الغرب بالرواية العربية أكثر بكثير مما كان يفعل في السابق. والدليل الترجمات التي تحظى بها الروايات التي تصل إلى المرحلة النهائية من جائزة البوكر.
وحول ظرف عزلة «كوفيد-19» إن كان أوحى له بأي عمل أدبي، يجيب: لم أفكر إلى حد الآن في كتابة رواية عن هذه الجائحة. ولكن من الممكن أن أكتب عنها في الأعوام القادمة.
وعن جديد الروائي الحبيب السالمي، يقول: أكتب رواية تدور أحداثها في عمق الريف التونسي، وهي تختلف تماماً عن كل ما كتبته إلى حد الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©