الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإمارات حاضرة مركزية لترسيخ التنوع الثقافي

الإمارات حاضرة مركزية لترسيخ التنوع الثقافي
21 مايو 2021 01:12

محمود إسماعيل بدر (عمّان)

اعتادت دولة الإمارات المشاركة بقوّة في مناسبة «اليوم العالمي للتّنوع الثقافي من أجل الحوار والتّنمية»، الذي أقرته «اليونسكو» في 21 مايو من كل عام، بهدف تشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات على أسس الاحترام المتبادل، نحو ترسيخ مفهوم الإنسانية، وتعزيز حقوق الإنسان وكرامته وهويته، لتكريس مشاريع نبذ الحروب الثقافية وتحقيق ثقافة السلام الشاملة. 

مناخات التّلاقي
وتشكّل المناسبة فرصة للحديث عن جهود الدّولة في تعزيز مناخات التّلاقي والانفتاح على الثقافات الإنسانية، والتي توّجتها باستضافة أبوظبي «حوار الأخوة الإنسانية» في 2019، بحضور قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطّيب، شيخ الأزهر الشّريف، وممثلين عن الأديان حول العالم.
وتحتضن الإمارات 76 كنيسة ودار عبادة لغير المسلمين، تمثل صورة من صور التّعايش والمحبة الكونية، الذي تميزت به الدّولة تاريخياً، ونجاحاً نوعياً في التّعامل مع كل أشكال العولمة الثقافية، لمنهجية علمية وبفكر واع، لتصبح في المرتبة الأولى عالمياً في التّعايش السّلمي بين الجنسيات، وصولاً إلى تحقيق منجزين مهمّين: الأمن الداخلي، والأمن الثقافي، كما تجاوز السّائد في ترسيخ مبدأ التّعايش والانفتاح على الآخر، وفق استراتيجية محكمة، تهدف إلى مدّ جسور التواصل والتّعاون مع مختلف ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى.

مرجعيات إبداعية
في عصر المعارف الاصطناعية والتّحوّل التّقني، برز دور المدن كمراكز تنعم بالكثير من الجاذبية والتأثير الثقافي، حتى أضحت مرجعيات إبداعية، فنجد مدناً مثل أبوظبي والشارقة ودبي والفجيرة، أصبحت حواضر مركزية، في مجالات اقتصاد المعرفة والسياحة، وجذب ثقافات العالم ومبدعيها إلى فضاءاتها، على نحو مشاركة دولة الإمارات في مؤتمر «الأدب والترجمة والملكية الفكرية» في مقاطعة شاندونغ الصينية في عام 2016، وافتتاح متحف «اللوفر أبوظبي»، في عام 2017، بوصفه جسراً بين حضارات الشرق والغرب، وناقل إبداعات فناني البشرية وروائع تاريخها.

دعم وتشجيع
وتجسد «جائزة الشيخ زايد للكتاب» قيم التّسامح والمعرفة والإبداع وبناء الجسور بين الثقافات من خلال تشجيع المبدعين والمفكّرين في مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية، وتميّز مشروع «كلمة» بدعم وتبنّي نقل ثقافات العالم للقارئ العربي من خلال ترجمة مؤلفات عالمية إلى العربية، تحت مظلة استراتيجية، مؤداها أن الثقافات تتنوع وتتكامل من وعي حقيقي لما تمثله حركة الترجمة من دور في نهضة الشعوب، وتفاعلها، وردم الهوّة الفاصلة بين الثقافات. ويتصدر معرض أبوظبي الدّولي للكتاب، المشهد الثقافي العالمي، لجعل أبوظبي، ملتقى لثقافات الشعوب، ونافذة للناشرين والمبدعين عالمياً، وما وصل إليه تطور حتى نسخته الجديدة لعام 2021 في 23 مايو الجاري، بمشاركة 46 دولة، ما يعني أننا أمام تنوّع ثقافي وفكري، سواء لجهة الاختصاصات أو اللغات والثقافات. 

قمة عالمية
وامتد التواصل الثقافي للدولة إلى مختلف دول العالم، ومن ذلك استضافتها في عام 2017، قمّة القيادات الثقافية في نسختها الأولى بحضور 450 مشاركاً ومفكراً من 80 دولة، وألحقتها بالنسخة الثانية في 2018، حيث تعد أول قمة عالمية تجمع قادة ورواد عالم الفنون والإعلام والسياسة العامة والتكنولوجيا.
وتمثل «الأجندة الثقافية» الأولى من نوعها، الإطار الاستراتيجي لتنمية القطاع الثقافي في الإمارات للفترة من عام 2018 إلى عام 2031، بإشراف وزارة الثقافة، بهدف تطوير قطاع ثقافي رائد يرسّخ مكانة الدّولة في المجالات الثقافية نحو تحقيق محاور «مئوية الإمارات 2071»، ومن ضمنها تعزيز دور الثقافة في العلاقات الدولية، وجهود إمارة الفجيرة في احتضان المركز الإماراتي للهيئة الدولية للمسرح. وتعد دولة الإمارات من أبرز الدول الداعمة لمشاريع حفظ التراث العالمي وحماية الآثار والتعريف بالثقافات والتواصل بين الحضارات.

مغزى عميق
اعتبرت اليونيسكو أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية احتفال بالثراء الثقافي العالمي، والدور الذي يلعبه الحوار العابر للثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي هذا في 2002، بعد أن اعتمدت اليونيسكو في 2001 الإعلان العالمي للتنوع الثقافي، اعترافاً بضرورة تعزيز الإمكانية التي تمثلها الثقافة بوصفها وسيلة لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة عالميا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©