أبوظبي (الاتحاد)
هي: سُتَيْتَة، أَمَةُ الْوَاحِدِ بِنْتُ القَاضِي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ، العَالِمَة المفتيَة، وَفَقِيْهَةُ العِرَاقِ، حفظت القُرْآن، وتَفَقَّهت على يد أَبيهَا، وَرَوَتْ عَنْهُ وَعَنْ غيره من علماء عصرها، فكَانَتْ مِنْ أَحْفَظ النَّاس لِلْفقه، وَأَتقنت الفَرَائِض، وَاللغة العَرَبِيَّة وَغَيْر ذَلِكَ، وروى عنها الكثيرون من علماء عصرها، مَاتَتْ سَنَة 377هـ.
وأَمَةُ الْوَاحِدِ هي بنْت القَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَهِيَ أيضاً وَالِدَة القَاضِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ المَحَامِلِيّ، فكانت حلقة الوصل بينهما، اجتهدت بنتاً وأماً، فأخذت عن أبيها الفقه حتى صارت مفتية وقتها، وفقيهة بلدها، وكانت تكثر أن تقول: حَدَّثَنِي أَبِي، ونقلت ذلك إلى ولدها واعتنت به، وأحسنت توجيهه، حتى صار فقيهاً قاضياً.
ويتبين من سيرة هذه الفقيهة العالمة «أن الأجيال دائماً بحاجة إلى قدوات في العائلة تعيش معهم، فتنمو مهاراتهم ومواهبهم تحت إشراف ذوي الخبرات من أهليهم، والأم ذات عطاء ممدود، ومن الأولاد محبوب، فلتجتهد الأمهات في التعلم وتطوير الذات، ونقل الخبرات إلى بناتهن وأبنائهن.