أبوظبي (الاتحاد)
رفيدة وقيل كُعَيْبَةُ بِنْتُ سَعْدٍ الْأَسْلَمِيَّةُ، من قبيلة أسلم وهي صحابية جليلة من الأنصار أسلمت بعد الهجرة، وَكَانَتْ لَهَا خَيْمَةٌ فِي الْمَسْجِدِ تُدَاوِي فيها الْمَرْضَى وَالْجَرْحَى. وشهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض أسفاره، ويستفاد من سيرتها، أنها أول من بادرت بالعمل التطوعي للمرأة في الإسلام، وتبرز أيضاً إن المرأة في كل زمان ومكان ذات عطاء واضح، وقدمت نماذج في العمل التطوعي يذكرها التاريخ على مر عصوره ومراحله.
وكانت السيدة رفيدة رضي الله عنها أنموذجاً بارزاً في المدينة المنورة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تعلمت الطب وأتقنت مداواة المرضى ومعالجة الجرحى، فكانت ممرضة وطبيبة جراحة، واجتهدت في أن تنفع الناس بخبراتها الطبية فنصب لها النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في أعظم مكان في المدينة المنورة وهو المسجد النبوي الشريف، لتكون هذه الخيمة أشبه بمستشفى ميداني لكل من يحتاج المساعدة الطبية من المسلمين، و لَمَّا مرض سيدنا سَعْد بن معاذ رضي الله عنه، حَوَّلُوهُ إلى خيمة السيدة رُفَيْدَة. الأدب المفرد: 1129. كما كانت رفيدة، رضي الله عنها، ترعى الفقراء والأيتام، وتقوم بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين فهي قدوة وأسوة لعطاء المرأة المتدفق.