عدد اليوم
نوف الموسى (دبي)
قدم الفنان البنغالي قمر زمان شادهين، الفيلة المصممة بحجمها الطبيعي من الخيزران والملابس المستعلمة لسُكان أكبر مخيم للاجئين في العالم «Kutupalong»، في بنغلاديش، هادفاً تسليط الضوء كما أوضح في حديثة لـ«الاتحاد» على التأثير السلبي لتشريد البشر، وما ينتج عنه إزاحة للحياة البرية، من مثل نزوح الأفيال، بسبب الوصول المفاجئ لآلاف مجتمعات الروهينجا في عام 2017، الفارين من الاضطهاد العرقي والديني في ميانمار المجاورة، قائلاً: «مررنا على أكثر من 21 مخيماً، في محاولة لبحث الصراع بين الناس والفيلة، وأخبرناهم أنها لا تهاجمهم إلا إذا حاول أحد أذيتها.. إنها تحتاج إلى مئات الكيلومترات لتتحرك، وبتكدس المجتمعات القاطنة بتجاه التلال، فإن الفيلة تبدو محاصرة، وهو ما أود طرحه للنقاش، لأنها فعلياً أزمة عالمية، لا تستدعي التجاهل والنسيان».
خطر حقيقي
صُمم العمل الفني ««فيل في الغرفة» للفنان قمر زمان شادهين، في مخيم للاجئين بدعم من الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ثم سافر إلى دكا للمشاركة في بينالي الفن الآسيوي عام 2018، حيث قرر فريق مؤسسة دورجوي بنغلاديش التي تمثل الفنان وأعماله، أن تشق الأفيال طريقها في عرض دولي إلى حي دبي للتصميم، بالتعاون مع آرت دبي.
«فيل في الغرفة» هي عبارة إنجليزية مجازية وتعني حقيقة واضحة يتم تجاهلها أو عدم معالجتها، وتنطبق تلك العبارة المجازية أيضاً على مشكلة أو خطر حقيقي حاصل ولا أحد يريد التحدث فيه.
عمق وتواصل
لا ينسى الفنان قمر زمان شادهين، اللحظة التي جلس فيها أطفال المخيم، بجانب الفيلة، وبدأوا بالحركة واللعب حولها، مبيناً أنه يُمكننا ملاحظة بهجة الألوان الكامنة في الملابس المنسوجة في العمل، لإحداث حالة الطمأنينة، وكيف أن كل قطعة ملابس موجودة لها تاريخها وقصتها الخاصة فيها، في البداية يقترب المشاهد، ويلتقط صوراً وسيلفي، مع العمل الفني، وبمجرد أن يقرأ القصة، يبدأ بالانتباه لمدى عمق الألم الموجود في المخيم، لافتاً شادهين، إلى أن دوره الأساسي في جعل الناس يتواصلون مع العمل الفني ومع الطبيعة، وكل ذلك من خلال الفن، «أنا فقط المفتاح الذي يعمل الأشياء، من دون هدف ومعنى لما أفعله، فإني لا أريد عمل فني لمجرد البيع».
زيادة الوعي
تأسست مؤسسة دورجوي بنغلاديش في عام 2018، من قبل راعي الفن وجامع الأعمال دورجوي رحمن، بهدف تعزيز الفن من جنوب آسيا وما وراءها في سياق فني دولي، بهدف زيادة الوعي حول الحفاظ على المجتمعات الإنسانية.
