الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصر رباط المنستير.. قلعة ومدرسة ومزار

قصر رباط المنستير.. قلعة ومدرسة ومزار
17 ابريل 2021 00:45

ساسي جبيل (تونس)

قصر رباط المنستير بناه القائد العباسي هرثمة بن الأعين والي إفريقية (تونس حاليا) سنة 180 هجرية الموافق لـ796م بأمر من الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي كان حريصا على حماية مختلف المناطق في البلاد، وخاصة الساحلية منها من الغارات البحرية للبيزنطيين.
وتمّ توسيعه من الجانب الشمالي في عهد الأغالبة، ومن الجانب الجنوبي خلال العهد الفاطمي عام 355 هجري/966 ميلادي. ويتخذ هذا الرباط شكل قلعة مدعمة بأبراج مستديرة وأخرى متعددة الأضلاع، اذ يضم الداخل فناء محاطا بأروقة تنفتح عليها الغرف.
ويأوي الطابق الأول قاعة للصلاة المتألفة من أسكوبين وسبع بلاطات، كما يتميز البلاط الأوسط فيه بعرضه الكبير مقارنة مع البلاطات الأخرى، إذ يمتد على مساحة كبيرة في باحته المختلفة عن بقية الرباطات التي بنيت أيام حكم الأغالبة.
ويعتبر المؤرخون هذا الرباط حصنا متقدما بني خصيصا لحماية القيروان العاصمة الإسلامية، ولعب دورا عسكريا من خلال مراقبة زحف الأعداء والتخلص منهم قبل تحقيق أهدافهم، كما لعب دورا علميا بارزا لاستقطابه أسماء معروفة على غرار أسد بن الفرات فاتح صقلية، والطبيب أحمد بن الجزار، والقاضي الأهبل إبراهيم الثاني والإمام ابن يونس الفقيه المالكي والإمام سحنون.
يتكون المدخل من بوابة منعرجة، تعلوها نقيشة حفصية كتبت بخط نسخي. وتؤدي البوابة إلى فناء يسمح بالولوج إلى الرباط الأصلي، ويضم الداخل فناء محاطا بأروقة تنفتح عليها الغرف. ولرباط المنستير برج مراقبة يبلغ علوه عشرين مترا ويشرف على ساحته المحاطة بالحجرات من ثلاثة جهات، ويساعد هذا البرج العالي البحارة في أعماق البحر، إذ يمثل منارة لهم تشير لهم إلى اليابسة، وفي قمة هذا البرج يمكن اليوم التمتع بجمال كورنيش مدينة المنستير التي تتوسد البحر الصافي والتي يأتيها آلاف الزوار من تونس وخارجها للتمتع بجمالها وزيارة قصر رباطها الذي بقي علامة على مر السنين، وأصبح أكثر المعالم الدفاعية ضخامة بعد التحسينات التي جرت عليه خلال حقب مختلفة مما جعله يحافظ على معماره عبر الأزمنة المختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©