عدد اليوم
نوف الموسى (دبي)
ضمن الحوارات الإبداعية، التي تنظمها القمة الثقافية - أبوظبي 2021، أجرى تيم مارلو الرئيس التنفيذي ومدير متحف التصميم في لندن، مناقشة تفاعلية مع المصممة ناتساي أودري شيزا، التي أسست استوديو «Faber Futures» لإنشاء مواد مستوحاة من البيولوجيا الحيوية، ونتج ذلك قلقها بشأن احتمال التلوث الناجم عن صناعة الأنسجة، وبالأخص في مرحلتي الإنهاء والصباغة، ما جعلها تتساءل: إذا كانت البكتيريا تفرز صبغة، إذن كيف يمكننا استخدامها لصبغ النسيج؟
عوالم «التصميم»
ومن هنا بدأت رحلتها في عوالم «التصميم»، واعتمدت ناتساي أودري شيزا في ذلك، على دراستها للهندسة المعمارية في جامعة إدنبرة، وانضمامها إلى سنترال سانت مارتينز، وحصولها على درجة الماجستير في مستقبل المواد، إضافة إلى عملها مع جون وارد بجامعة كوليدج لندن، أستاذ البيولوجيا التركيبية، ما جعلها مهتمة باستدامة البيولوجيا التركيبية وأبحاث الخلايا الجذعية.
واللافت في مشاركة ناتساي أودري شيزا في القمة الثقافية، تأكيدها على البحث الجديد، عن نماذج اقتصادية في مجال الأعمال، بعد جائحة «كوفيد - 19»، إثر التغير المهول لمفاهيم التصميم، الذي يعتبر آلية أساسية للنمو الاقتصادي إلى جانب الهندسة.
استراتيجية مختلفة
وأوضحت ناتساي أودري شيزا، أن علينا التمعن في الغاية الأساسية من التصميم، والسؤال عن ماهيته تاريخياً وحتى هذه اللحظة، في كونه آلية للنمو الاقتصادي، عبر تقديم منتج استهلاكي، وهو النموذج الذي تم بناؤه. ومن خلال زيارة المعارض المهمة، نستطيع إعادة اكتشاف أهمية التصميم من الناحية الاقتصادية، إلا أنه أصبح بمثابة مصدر لإنتاج أشياء تُحدث سوء فهم. وللأسف لم يتم إيقاف ذلك من قبل المؤسسات التعليمية والمعنيين، كونهم يهيئون المصممين للحصول على وظائف وفق هذا النظام الاقتصادي، إلا أن الأزمة الصحية المتعلقة بـ«كوفيد- 19»، ساهمت في إبراز محاولات لإيجاد استراتيجية تصميم مختلفة، بالمعنى الأقرب، سعياً لبناء نظام اقتصادي بديل، ونموذج مغاير للأعمال.
نماذج جديدة
وأضافت ناتساي أودري شيزا أنها لا تعلم ما إذا كان هناك من ناقش حضور نماذج اقتصادية جديدة حتى الآن. وبالنسبة لهم، فهم مستمرون في السؤال عن ما يمكن فعله في مجال تصميم ما له علاقة بالطبيعة البيولوجية، مبينة أنها مرحلة نحتاج فيها إلى طرح الأسئلة الجوهرية عن المفاهيم، وكيفية بناء تلك المنتجات المرنة، القادرة على إعطاء دافع للأشخاص للاتصال بها، ما يطرح أسئلة تقنية للمهندسين، فنحن نحتاج مواد قادرة على أن تعيش إلى الأبد، ومتفردة في علاقتها مع المستخدمين.
مجموعة خبراء
وفيما يتعلق بإدارة فرق التصميم، لفتت ناتساي أودري شيزا، إلى أن فريق عملها يتضمن مجموعة من الخبراء لهم علاقة بالإنتاج والإدارة الفنية والعمارة والجرافيك والتصميم الداخلي، موضحةً أهم المفاتيح المحركة في عملهم، وهو سعيهم الدائم نحو تصميم المزيد من المساحات للمصممين، ما جعلهم يؤسسون منهج الإقامة الإبداعية، الذي شكل فرصة للمصممين من كل العالم لإحداث اللقاء، وقضاء شهور من العمل على مشاريعهم الإبداعية في فضاءات التصميم.
ولفتت اتساي أودري شيزا، إلى أن برنامج التبادل من شأنه أن يجعلهم قريبين من أغلب المصممين، وبالتالي بناء منصة تدعم البحوث في المجالات البيولوجية، لوضع الحلول التي يعرضها المصممون أنفسهم، ليحدث ذلك في عمقه لقاء بين العلوم والتصميم. وأشارت أخيراً إلى أنها مهتمة بالكيفية التي يمكن من خلالها بناء جسور بين التصميم والأنظمة الاجتماعية، ومن ثم فإن ما يتعين علينا التساؤل حوله هو: كيف سيستفيد المجتمع من هذه الابتكارات؟
