الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأشعري يفوز بجائزة الأركانة العالميّة للشعر

الأشعري يفوز بجائزة الأركانة العالميّة للشعر
3 مارس 2021 00:09

محمد نجيم (الرباط)

فاز الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري بجائزة الأركانة العالميّة للشعر، التي يمنحها سنويّاً بيت الشعر في المغرب، وقد تكوّنت اللجنة هذه السنة، من الشاعر نجيب خداري رئيساً، ومن الأعضاء: الناقد عبد الرحمن طنكول، والناقد خالد بلقاسم، والشعراء حسن نجمي الأمين العام للجائزة، رشيد المومني، عبد السلام المساوي، نبيل منصر، ومراد القادري.

انحياز للحريّة
قالت لجنة التحكيم في بيانها: إن الشاعر المغربي محمد الأشعري أسهمَت قصيدته، مُنذ أكثر من أربعة عقود، في ترسيخ الكتابة بوصفها مقاومةً تروم توسيعَ الانحياز للحريّة في اللغة وفي الحياة، عبر ممارسة شعريّة اتّخذَت من الحُريّة أفُقاً ومدارَ انشغال، مضيفة أن قصيدة الشاعر محمد الأشعري، التي يجسّدُ مسارُها أطوارَ وعي القصيدة المغربيّة المعاصرة بذاتها وبأزمنتها الشعريّة، عملت على تحرير مساحات في اللغة لصالح القيَم والحياة، وذلك بتحرير هذه المساحات من النزوع التقليديّ المحافظ الذي يشلّ الحياة بشلّ اللغة، وتقليص مناطق مجهولها. 
وقد ظلّت قصيدة محمد الأشعري وفيّة لما يُوسّعُ أُفق الحريّة في الكتابة وبالكتابة، باعتبار هذه الحريّة مقاومةً باللغة، بما جعل الانحياز إلى هذا الأفق، في منجَزه النصيّ، ذا وجوه عديدة، منها التصدّي بطرائق مختلفة للتقليد ولتضييق الحياة، والارتقاء باللغة إلى صفائها الشعريّ، وتمكين الجسد من حصّته الحرّة في بناء اللغة وفي بناء المعنى، وتهيئ الكلمة الشعريّة لأن تقتاتَ مجهولَ الجسد، احتفاءً به وبالحياة، وانتصاراً للحُريّة التي هي ما يمنحهُما المعنى.

مُحاوَرات صامتة
في التفاعُلِ الشعريّ لمحمد الأشعري مع الحياة الحرّة في أدقّ التفاصيل، في اليوميّ وفي العابر وفي المتغيِّر بوجه عامّ، حرصَ دوماً على تحصين قصيدته من كلّ تجريد ذهنيّ، وعلى صون حيَويّتها وديناميّتها استناداً إلى تجربة تُنصتُ لنبْض اليوميّ ولمُتغيّرات الحياة الحديثة ولانشغالات الإنسان وقلقه، وتنصتُ في الآن ذاته، للمنجَز الشعريّ العالميّ، بما أمّن لقصيدته خلفيّتها المعرفيّة، دون أن تتحوّل هذه الخلفيّة إلى تجريد، لأنّ الأشعري انحازَ إلى شعر المعنى وفق تصوّر يرى أنّ الشعر يُقيمُ لا في اللامعنى بل بين المعنى واللامعنى، اعتماداً على لغة عربيّة حديثة قائمةٍ على صفاء شعريّ.
وأكد بيت الشعر أن انحيازُ قصائد محمد الأشعريّ إلى المعنى تحقّقَ بالابتعاد عن المُباشر وبالتجاوُب الذي أقامتهُ بين الشعر واللوحة والمعمار والسينما، فقد نهضَت قصيدته على مُحاوَرات صامتة بين الكلمة والرّسم وفنون أخرى، وعلى تفاعلات حيويّة بين الشعريّ والسرديّ، عبر ديناميّة هذا البناء النصّي، حيث كان المعنى الشعريّ يتخلّقُ، في منجز الأشعريّ، مُنصتًا لنبْض الحياة ولمُتغيّراتها، برُؤية حداثيّة تنتصرُ للقيَم وللإنسان وللفكر الحرّ.
صدرت للشاعر محمد الأشعري، الذي سبق له أن توج بجائزة البوكر سنة 2011 بالاشتراك مع الكاتبة السعودية رجاء العالم، دواوين شعرية عدة، منها: «صهيل الخيل الجريحة» 1978، «عينان بسعة الحلم» 1982، يوميّة النار والسفر 1983، «سيرة المطر» 1988، «مائيّات» 1994، «سرير لعزلة السنبلة» 1998، «حكايات صخريّة» 2000، «قصائد نائية» 2006، «أجنحة بيضاء... في قدميها» 2007، «يباب لا يقتل أحداً» 2011، «كتاب الشظايا» 2012، «جمرة قرب عُشّ الكلمات» 2017.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©