الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسين علي الهاشمي: الخط العربي اكتسب مكانة عالمية بارزة

حسين علي الهاشمي في لحظة إبداع (الصور من المصدر)
8 فبراير 2021 00:18

فاطمة عطفة (أبوظبي)

تشكل الفنون على اختلاف أنواعها وأدواتها الوجه الإيجابي الجميل للحياة، وهذا ما يتجسد في جماليات الإبداع الفني بصفة عامة، ويمر الفنان لكي يصقل مهاراته بعدة تجارب وخبرات وخاصة في مرحلة الانطلاق والتدريب. والخطاط الإماراتي حسين علي الهاشمي مر ببلدان وتجارب متعددة بين الكويت والعراق ومصر، وعن أهمية هذه التجارب في اكتساب المهارة الفنية بالخط العربي يقول: درست الإعدادية والثانوية في الكويت، وهناك بدأت تظهر هوايتي ومحبتي للخط مع أستاذي مصطفى بن نخي، الذي كنت أذهب إلى مكتبه ليدرسني فن الخط. 
ويضيف الخطاط حسين علي الهاشمي، متحدثاً عن فترة الدراسة والتكوين: ثم ذهبت إلى بغداد لاستكمل تعليمي عند هاشم محمد البغدادي، ثم انتقلت إلى الأستاذ صادق الدوري وهو أيضاً مدرس في معهد الفنون. وبعدها رجعت إلى الإمارات وقد استكملت دورات دراسة الرسم. ثم ذهبت فترة إلى مصر، وبعدها قررت أن أذهب إلى تركيا، وفيها وجود قوي جداً لفنون الخط. وهناك دخلت عدة مسابقات عالمية سنة 1986 وحصلت على درجة الثالث دولياً، وبعدها حصلت على منحة سنتين من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، حيث ذهبت للدراسة، وتفوقت بدرجة الأول، وبعد عودتي درست فترة عشرين سنة في المجمع الثقافي.

جوانب تاريخية
 وعن بعض الجوانب التاريخية لفنون الخط، أكد أن هذا الفن أهمل في بغداد من أيام الدولة العباسية، وفي عهد الدولة العثمانية اهتمت بشكل أكبر بتدريس فن الخط وقد أبدع خطاطون أتراك فيه كثيراً، وتميزوا في هذا الفن. ولذلك، تجد هناك بعض أجمل إبداعات الخط العربي من مصاحف، ولوحات، وخط على جدران المساجد. وقد مر الخط العربي بمراحل تطور متعددة حتى اكتسب مكانة عالمية بارزة.
 وسألته، ولكن، كيف تحقق هذا التطور الهائل في فن الخط؟ هل بسبب اهتمام الدول بفنون الخط أم أنه من اهتمام الفنانين وانتشار أعمالهم في العالم؟ فقال: نحن في الإمارات دولتنا وشيوخنا مهتمون بالخط العربي ويعتبرونه فناً من الفنون الإسلامية، سواء في أبوظبي أو في الشارقة، حيث هذه السنة البينالي العالمي للخط العربي، وتعد أبوظبي مركزاً للثقافة والأدب من خلال المجمع الثقافي وكذلك المتاحف الموجودة فيها.

الزخرفة التراثية
ونظراً لارتباط الخط العربي بالتراث الديني والشعري، حتى أصبح جزءاً من الزخرفة التراثية في العمارة العربية خاصة، سألت: ما هي العناصر الجمالية في هذا الفن التي جعلته كذلك؟ ويوضح حسين علي الهاشمي قائلاً إن خطوط العمارة يناسب زخرفتها الخط الكوفي، وهذا اكتشفته في الأندلس عندما أقمت سبعة شهور في مدينة غرناطة، حيث درست فيها طلاباً من إسبانيا وأوروبا واليابان، وهم مهتمون جداً بتعلم فنون الخط، وأي حرف عربي هم يعتبرونه فناً إبداعياً، في حد ذاته، ويولونه كل اهتمام.
وتحدث حسين علي الهاشمي عن فنون العمارة والاهتمام بها في الأندلس خاصة حيث جمال الخط الكوفي الذي يزين المساجد والكنائس ومعالم البناء في غرناطة بأنواع متعددة: كوفي عمارة، وكوفي أندلسي، وكوفي مربع، والكوفي المزخرف، والديواني، وخط الثلث وهو يعتبر ملك الخطوط، وكما يقول بعض الخطاطين: «من لا يكتب الثلث لا يعتبر خطاطاً». وعن خط أبيات الشعر قال: لا، أنا لا أخط الشعر، أحب فقط أن أعمل على لوحات بقياسات كبيرة يناسبها خط «الجلي». 

اللوحة وجمالية المكان
وعن معنى النص ودلالته والمكان الذي سيعرض فيه، وهل لهذه العناصر تأثير على اختيار الفنان لنوع الخط، قال: هذا يحتاج للزخرفة، أنا أترك الزخرفة للمزخرف، أنا فقط أكتب الخط وهو يكمل الباقي بعدها، وهذا يأتي حسب نوع الخط، فبعضه يحتاج لزخرفة وآخر يكون فقط خطاً للحروف المتداخلة مع بعضها بعضاً، و«الثلث» يقبل معه الزخرفة، وإذا كان خط جليٍ كبيراً فبدون زخرفة، حسب اللوحة أو المكان والمساحة. 
وفي ختام الحديث مع الفنان حسين علي الهاشمي سألته عن نباتات الطبيعة والأزهار الموجودة بأرض الإمارات، وهل استوحى أشكالاً منها؟ فقال: نعم أنا جربت هذا الأمر بالألوان ورسمت خطوطي حسب ألوان النباتات والزهور في الطبيعة الجميلة، وأحب اللون الفيروزي، والأزرق، واللون الماروني، والبني، والزهري، والأخضر الليموني والزيتوني، ولكن أفضل الأزرق بدرجات والماروني. وعن اهتمام الشباب اليوم بفنون الخط قال: لا أعتقد أنه يوجد اهتمام واسع، لأن تعليم فن الخط يحتاج إلى صبر. وبعض الشباب، بطبيعتهم، دائماً في عجلة من أمرهم، حيث يحتاج تعليم الحروف وحده لأشهر، ثم الحروف المتصلة، لينتقل التعليم بعدها للكلمات. وعن جديده، قال إنه يحضر لبينالي الشارقة أعمالاً فنية مهمة سيكشف عنها في وقتها.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©