الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

روائيون عرب يتحدّون «العبودية» بحكايات مخبأة

لقطة من المهرجان
7 فبراير 2021 00:03

نوف الموسى (دبي)

المنحى التاريخي للوجود العُماني في زنجبار، شكل الفضاء المشترك في أحاديث الكاتب السوداني عبد العزيز بركة، من خلال روايته «سماهاني»، والكاتبة العُمانية هدى حمد، عبر روايتها «التي تعدّ السلالم»، ضمن جلسة «الأغلبية الصامتة» في مهرجان طيران الإمارات للآداب، والتي اعتبرت خلالها الروائية هدى حمد أنها حريصة على تناول التاريخ الشخصي للأفراد، أكثر من تناولها للتاريخ نفسه، بينما صرح الروائي عبدالعزيز بركة أن التاريخ بالنسبة له محفز ليبث من خلاله الرسالة التي يود إيصالها.
كما اعتبر الروائيان أن اشتغالات الروائيين على موضوعات «العبودية» في الرواية العربية، هدفها أن لا تعود مرة أخرى، حيث أوضح عبدالعزيز بركة بقوله: «الكثير من الكتاب تحدثوا عن تاريخ العبودية لأنها فترة مؤلمة في التاريخ البشري، وعن روايتي (سماهاني)، فهي كلمة في اللغة السواحلية تعني (سامحني)، وأعني بها أن يقول كل شعب للآخر سامحني، ففي الحقيقة هناك بالطبع علاقات طيبة الآن بين البلدان والأفراد، ولكننا لا نتحمل التاريخ، إلا أنه يمكننا أن نتحمل الاعتذار». 

  • جانب من الجلسة الافتراضية بـ«الإمارات للآداب» (الصور من المصدر)
    جانب من الجلسة الافتراضية بـ«الإمارات للآداب» (الصور من المصدر)

حكايات مخبأة
من التوضيحات المهمة التي أشارت إليها الكاتبة هدى حمد، حول الاهتمام الذي يمليه الروائيون العُمانيون للتاريخ، ولمسألة العبودية في نصوصهم الأدبية، قالت: إن الرواية تتغذى على المواضيع الفارقة، والتاريخ يُعد مادة خصبة، فهناك الكثير من الحكايات المخبأة، وللرواية دور في إعادة إنتاج التاريخ، وفيما يتعلق بتاريخية عُمان وزنجبار، تراها الكاتبة هدى أنها فترة ليست بالهينة، وامتدت لسنوات طويلة، وتابعت: «التقيت بنحو 13 شخصية من كبار السن ممن عايشوا التجربة وكانوا في زنجبار، وكنت حريصة على معرفة تاريخهم وتجاربهم الشخصية، وكيف تعاملوا مع الآخر، واهتممت بإظهارها في شخصية واحدة بكل تناقضاتها، فنحن كروائيين نبحث عن الشخصيات ذات البعد الغامض، المحفوفة بالأسرار والمخاضات الخاصة، وبالنسبة لي فإن ظروف الهجرة من عمان إلى زنجبار هي من أدت إلى صناعة تلك القصة». 

  • عبد العزيز بركة
    عبد العزيز بركة

تناقض كبير
أما عبدالعزيز بركة، فقد قرر أن يقرأ الأدب العُماني بعمق، منه كتاب «مذكرات أميرة عربية»، الذي أثار فيه العديد من الأسئلة، قائلاً: «لاحظت أنها تحكي عن تلك الحقبة بطريقة غريبة للغاية، كمثل سردها عن العمالة الأفارقة، وكيف أنهم يفعلون كل شيء في زنجبار، يزرعون ويحصدون وينجزون الأعمال المنزلية. في الوقت نفسه، فإنها تعتبر الأفارقة كسالى، وهذا تناقض كبير، أثار فينا أسئلة كثيرة»، وأضاف بركة أنه لا يكتب الرواية لأحد، وقد كتب عن هذه المجموعة؛ لأنه جزء منهم، ويعرفهم جيداً، وبالنسبة له فإنه لا يستخدم التاريخ الشخصي للأفراد، بل كل الشخصيات الروائية لديه تكون متخيلة بالكامل، واستخدامه لأسماء أصحابه في الرواية، هي فقط من باب المتعة. 

حس السخرية
ويرى بركة، أنه لا يحتاج أن يعرض كل الأشياء على القارئ بشكل جدي، لذلك عُرف بحس السخرية في نصوصه الأدبية، وعن ذلك يقول: «الكتابة تمثل لي متعة ذاتية، وأحب أن أسخر من نفسي ومن شخصياتي الروائية، ومعظم أعمالي ترتكز على التجريب في الشكل، وهي محاولة للعب وإحداث المتعة من خلال الكتابة، فالرواية بطبيعتها ليست الحكاية، بل فن كتابة الحكاية، القائمة على التفاصيل».

  • مبدعو القصص العشرين الفائزة (من المصدر)
    مبدعو القصص العشرين الفائزة (من المصدر)

إطلاق كتاب «أصوات شابة من الجزيرة العربية»
شهد مهرجان طيران الإمارات للآداب، أمس، إطلاق كتاب استثنائي يضم مجموعة قصصية كتبها الفائزون الشباب في مسابقة «أصوات أجيال المستقبل» الأولى لمنطقة الشرق الأوسط. تضم المختارات، التي تحمل اسم «أصوات شابة من الجزيرة العربية»، القصص العشرين الفائزة -عشر قصص مكتوبة باللغة العربية وعشر باللغة الإنجليزية - وجميعها مستوحاة من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتمت ترجمة جميع القصص وإخراجها بشكل جميل، وقد وضع رسوم الكتاب فنانون مقيمون في دولة الإمارات.
 وقالت سمو الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم: «أنا فخورة بكل الأطفال الذين تضمن هذا الكتاب قصصهم، لقد عملوا بجد ليصوروا كيف يمكننا تحسين طريقة الحياة وخلق عالم أفضل، وصاغوا قصص المغامرات الرائعة، بأسلوب شائق يجذب عقول القرّاء ويستأثر بقلوبهم». وقالت الدكتورة رفيعة غباش في حفل الإطلاق، إنه لأمر رائع أن تكون قادراً على قراءة هذه القصص الخيالية التي تُظهر مثل هذا الفهم للقضايا التي تواجه كوكب الأرض، ضمن رؤية استثنائية لهؤلاء الشباب الموهوبين».  وقالت إيزابيل أبو الهول، الرئيسة التنفيذية وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب: «يسعدنا إطلاق هذا الكتاب، وقد استحوذت هذه القصص الرائعة على روح العصر الذي نعيش فيه».

  • هدى حمد
    هدى حمد

صناعة الصدمة
لفتت الكاتبة هدى حمد، إلى أنه لا يوجد هناك تاريخ بريء أو مثالي، لذلك احتاجت في الرواية إلى أن تصنع الصدمة، وأضافت أن مصدر الإلهام الفعلي الذي بنت من خلاله روايتها، هو في الحقيقة حُلم راود عاملتها المنزلية، بأنها ترى امرأة منتحرة في بيت الكاتبة هدى حمد، وكانت تسألها باستمرار إذا ما حصل ذلك فعلاً، مشكلاً ذلك مادة خصبة، انبثقت منها جل التفاصيل الأخرى.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©