عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
يعتبر التشكيلي التونسي عدنان الحاج ساسي من الأكاديميين الذين درسوا الفنون التشكيلية، كما درّسوها في الجامعات والمعاهد العليا للفنون، وساعده في ذلك موهبته المتميزة التي جعلت منه فناناً تشكيلياً ذا حضور متميز في المشهد التشكيلي التونسي، الذي تنوعت مدارسه وتعددت أسماؤه.
تحاور تجربته الخط واللون كعناصر تشكيلية ذات أبعاد تعبيرية بين التشخيصي والتجريبي حسب الضرورة والتقنيات الإجرائية التي يعتدها كنماذج في أعماله التي تتميز بالتنوع وتنبذ النمطية.
عن تجربته الفنية التي تواصلت لأكثر من عقدين، قال الحاج «اتسمت أعمالي بطابع التجربة المتواصلة، بمعنى أن الورشة هي مختبر أما قاعات التدريس فهي امتداد لهذا المختبر، إذ أعتمد في كل مرحلة أمر بها على استكشاف محطات من الخط واللون، وفي اختيار الأدوات والمحامل والوسائط عبر ما ينفث فيها من روحي حتى يتشكل إحساسي، ويروم التواصل مع كل الذوات الأخرى، لذا شكلت الإجراءات التقنية جل الأعمال التي أقوم بها».
ويضيف الحاج: من بين هذه الأدوات الطبع والحك والرسم بأداتين مختلفتين في نفس الوقت، ويكمن وراء تخير هذه الإجراءات طابع اللا متوقع، وما تتوفر عليه من تقبل للتأويل والمعالجة التشكيلية، بما يمنحها ثراء في الإنجاز في مراحلها أولى، وفي التقبل أو القراءة في المرحلة الثانية، أما المواضيع التي تتناولها أعماله فهي تتراوح بين التجريدي المحض والاهتمام بالخط واللون كعنصر تشكيلي، وبين التشخيصي حيث يحاور الصورة الفوتوغرافية لإعادة إخراج جديد عبر استعارات متعددة، بما يصنفه في خانة التشخيصية السردية.
عن قصته مع الرسم، يقول الحاج ساسي: نشأت في بيئة تهتم بالرسم وتمارسه، حيث كان والدي يرسم على البلور وتنوعت رسومه بين أعمال فنية تصور البيئة المحلية وترصد نشاطاتها اليومية بجزيرة قرقنة التونسية.
وأشار الحاج، قائلاً: أرسم ضرورة لا اختياراً، ففعل الرسم هو فعل مقاومة.. مقاومة الموت وتحرير الحياة فينا وفي محيطنا، فنحن جميعا في نهاية الأمر لا نفعل غير التعبير لتحقيق رغبة دفينة في العبور أفراداً أو جماعات، لأن التعبير هو قوام كل الأفعال والأقوال خاصة في حقول الفن.
