الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فنانة في إقامة».. مبادرة تهزم العُزلة

«فنانة في إقامة».. مبادرة تهزم العُزلة
28 يناير 2021 00:20

عبدالوهاب العريض

الإقامات الإبداعية من أهم البرامج الثقافية على مستوى العالم، حيث إنها توفر بيئة تعايش مشتركة بين المبدعين لاستخراج مواهبهم، وإنتاج أعمال أدبية أو فنية تدعم الحركة الفنية والفنان، كما تقوم بتنشيط الحركة الإبداعية في البلاد.
في يونيو 2018 تأسست وزارة الثقافة السعودية، بعد أن كانت أنشطتها كافة تابعة لوزارة الإعلام، وبعد أن تم فصلها، وإسنادها للأمير بدر الفرحان كوزير لها، بدأت الثقافة في السعودية تأخذ شكلاً آخر، حيث حددت الوزارة 16 قطاعاً تقوم بخدمتهم، وترتكز جميعها بإعادة استنهاض الكنوز الثقافية الموجودة في المملكة، وكان للفنون النصيب الأكبر في ذلك، حيث أسست قطاعاً متخصصاً بالفنون الأدائية وآخر بالفنون البصرية، وبدأت في رسم استراتيجيات لنهضة الفن، وإعادة الاستثمار في بناء الإنسان، ومن بين المبادرات الحديثة للوزارة، تأتي مبادرة الإقامات الفنية التي نشأت بالتنسيق مع جودة الحياة، حيث قام «مركز منال للفنون» في جدة، بإطلاق برنامج الإقامة الفنية الجزئية تحت عنوان «فنانة في إقامة»، للمساهمة في دعم برامج رؤية المملكة 2030. 
فقد استضاف المركز في الفترة من 10 إلى 14 يناير 2021م خمس فنانات تشكيليات من مختلف مناطق المملكة (الرياض، الشرقية، جدة، الأحساء، والدمام)، وهن تغريد البقشي، نجلاء السليم، علا حجازي، نورة القحطاني، وفاطمة النمر، كضيفات شرف، حيث تم توفير البيئة الفنية والإبداعية والحوارية لهن، بالإضافة للقيام بزيارات لعدد من الفنانين الرواد في منطقة جدة.

  • تغريد البقشي
    تغريد البقشي

بيئة إبداعية
الفنانة تغريد البقشي، كانت من بين المشاركات في الدورة الأولي، وتقول عن مشاركتها «برامج الإقامة الفنية هي شكل من أشكال الفن المعاصر، وُجدت لدعوة الفنانين والأكاديميين وصناع الفن للإقامة في مساحة أعدت لذلك، ولم تكن الإقامة الفنية الأولى بالنسبة لي فقد سبقتها إقامتي الفنية في مرسم المنصورية في مدينة الفنون في باريس عام 2016، حيث كانت تلك المرحلة نقطة تحول في حياتي الفنية». 
وتضيف «طبيعة مثل هذه البرامج تهدف لخلق بيئة إبداعية ينتج من خلالها الفنان عملاً فنياً، حيث يتفاعل مع البيئة التي يقيم فيها الفنانون، مع زيارة المراسم الفنية في منطقة الإقامة والتعرف على مراحل تطور الفنانين التي يمرون بها، وقد أنجزت من خلال برنامج الإقامة الجزئي، لوحة فنية بديعة، إضافة إلى حوار مفتوح حول تجربتي الفنية، بهدف تعزيز التفكير النقدي والتبادل الثقافي والتوعية المجتمعية». 
وتضيف البقشي أن برامج الإقامة الفنية المتخصصة، والتي أُعدت لدعم الفنون، تضمنت مبادرات جودة الحياة، وهو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث نسابق الزمن لنصل للعالمية في نوعية ما يتم تقديمه في المحافل الفنية والثقافية المختلفة».
وعن الأعمال التي أنتجتها خلال فترة الحجر الصحي، قالت: «أنتجت أعمالاً كثيرة منها عمل بعنوان «الكورنيكا»، وهو يحاكي المرحلة التي مررنا بها، بمساحة 200 في 300 سم، ورصدت فيه جميع الأشياء التي عايشتها خلال تلك المرحلة، وكانت مزيجاً من الأمل والحزن، وسوف تحتفل بعام 2020 بمعرض خاص يليق بها، وسيتم الإعداد له بشكل مختلف»

  • علا حجازي (الصور من المصدر)
    علا حجازي (الصور من المصدر)

طاقة متجددة
التشكيلية علا حجازي، تقول: «كل تجربة هي إضافة لي، إن لم تكن متكررة»، وحول برنامج الإقامة، قالت إنه كان أول ملتقى فني أشارك به بعد «كورونا»، وكنت متعطشة للورش الفنية واللقاء بالفنانات، خاصة وأني اعتدت على الحركة التشكيلية، فتنوعت سفرياتي للخارج للمشاركة في المعارض المختلفة، وسبق أن كنت إحدى المدعوات للمشاركة في «إقامة فنان» لمدة شهر في أبوظبي، حيث قدمت هناك مشروع معرضي الشخصي. وتضيف أن برنامج الإقامة الفنية الجزئية في «مركز منال للفنون» كان مختلفاً، حيث استمتعت بلقاء زميلاتي الفنانات القادمات من مختلف أنحاء المملكة، كما تعرفت على فنانات جدد، واعتبرت أن هذا الحراك الفني طاقة متجددة يحمل المزيد من الأمل اللوني».
وحول تعامل حجازي مع مشروعها الفني عام 2020، قالت: «كنت أعمل على معرض خاص بي، ولكن كل شيء تغيّر مع جائحة «كورونا»، ورغم أني توقفت لبعض الوقت، إلا أنني عدت وانغمست في الرسم عن هذه المرحلة عبر لوحات بالأبيض والأسود، أطلقت عليها «خليك بالبيت، جدة بالبيت، نحن بالبيت»، ثم تناولت موضوع «الحُجرة» باعتبارها البطل الرئيسي في فترة الحجر الصحي».
وحول مفاهيمها حول العزلة، قالت إنها مطلوبة لأي مبدع في جميع المجالات الفنية والأدبية، إذا كان المرء مستعداً لها، بحيث يقصد العزلة بغية الاشتغال على مشروع فني أو أدبي، فمع الابتعاد عن زحمة الحياة، يصبح تركيزنا أقوى، وقدرتنا على جلب الوحي لألواننا أسرع.
أما في زمن «كورونا» تقول علا: «أنتجت مجموعة أعمال تُحاكي هذه المرحلة، ومع ذلك لم أستأنس بفكرة العزلة الإجبارية»، مضيفة أن لهذه العزلة نواحي صحية في اكتشاف جوانب داخلية كانت منسية.

  • نجلاء السليم
    نجلاء السليم

بيوت نجد
التشكيلية نجلاء السليم (الرياض)، تقول: «تلقيت الدعوة للمشاركة كضيف شرف مع مجموعة فنانات من مختلف مناطق المملكة، وبلا شك هذه النوعية من البرامج تشجع المواهب والمحترفين على التفاعل والتجديد كل في مجاله، بشرط أن تطبق التجربة بالشروط والتنظيم اللازم الذي يفيد المشاركات».  وتضيف: «كان لوزارة الثقافة السبق في هذا النوع من الفعاليات، لتنشيط وتطوير الحركة الفنية التي تخدم جميع الفئات والأعمار بمجال الفن التشكيلي». وتقول السليم: «كانت فرصة جميلة لأشارك فنانات الورشة بلقاء حواري، تحدثت فيه عن مسيرتي الفنية وما واجهته من عقبات، كما نفذت لوحة تعبيرية، أبرزت فيها بيوتاً عتيقة وحديثة من الطراز المعماري لمنطقة نجد».

  • نورة القحطاني
    نورة القحطاني

مساحات مثمرة 
من جهتها، قالت التشكيلية نور القحطاني: «شكلت الإقامة فرصة للالتقاء وتبادل الحوار والخبرات، حيث تم طرح تجربة كل فنانة على حدة، مما كان له الأثر الكبير على الساحة التشكيلية عامة والفنانات بشكل خاص، وهي فترة غنية وثرية تلقي بظلالها على مساحات مثمرة في حقبة تعد الأفضل والأكمل في تاريخ وزارة الثقافة، حيث نشاهد حراكاً فنياً وضع الأولوية للفن التشكيلي كثقافة قادمة وبقوة في مجتمعنا».
وتضيف القحطاني: «أنا كفنانة عاشقة للفن، مازلت أتعلم وأبحر وأحاول أن أقدم الأفضل، ومازال لدي الكثير الذي لم يرَ النور، ومبادرة «مركز منال للفنون» لإقامة مجموعة من الفنانات في مساحة تساعد على الإبداع، حملت المشعل لسلسلة قادمة من فعاليات مشابهة مفيدة على المستويات كافة».

  • فاطمة النمر
    فاطمة النمر

العزلة
وحول تجربتها خلال عام الحجر 2020، قالت فاطمة النمر، إنه أكثر عام أنتجت فيه أعمالاً فنية مختلفة، من خلال الفضاء الفني الذي كان زاخراً بالأعمال، وكان فرصة لتأمل أعمالها خلال أزمة فيروس «كورونا».
وأضافت: إن الفنان وقت إنتاج العمل الفني يعيش عزلته، والكينونة التي بداخله تكون منصهرة مع العمل الفني بشكل كامل، وفي اعتقادها أن الفنان يستطيع من خلال تلك اللحظات الخاصة بالعزلة، إنتاج أعمال رائعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©