الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إعادة الهيبة للغة الضاد

من أعمال الفنان نجا المهداوي (أرشيفية)
24 ديسمبر 2020 00:42

يلوذ المثقفون الإماراتيّون بلغتهم، ويفهمون الشرف الرفيع الذي تحمله، وهي التي نزل بها أعظم كتابٍ في الوجود، القرآن الكريم، إضافةً إلى كونها هوية تمنح أبناءها شعوراً بالأصالة والقوّة. وفي هذه اللقاءات مع نخبة من العاملين في المجامع اللغوية والأكاديميين والنقاد والمسؤولين في قطاع الثقافة، تتأكد هذه الأهمية مع طرح حلول واقعية تتعلق بالتنشئة المجتمعية والغيرة على اللغة العربية في أن ينظر إليها المجتمع لغةً ثانوية، إلى جانب لغة التواصل المجتمعي والتعليم الأكاديمية وفرص العمل. وأكّد الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، عظمة اللغة العربيّة وحملها معجزة القرآن الكريم وثراءها وسعتها ومرونتها، وما فيها من تقنيات تجعلها تتواكب مع جميع الظروف، وتلبّي حاجيات جميع طبقات المتكلمين بها وكلّ شرائح المجتمع.
وعن جهود المجامع اللغوية، أكّد المستغانمي جهودها في مواكبة العصر والانفجار المعلوماتي، وتوفير الكلمات والألفاظ المستجدّة، وتعريب الضروري، والاجتهاد في إصدار المعاجم الحديثة، معرباً عن أسفه لأنّ هذه الألفاظ المستجدة والتعابير التي ينصح بها المجمعيّون لا تلقى سبيلها إلى التنفيذ والتطبيق.
وطمأن الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربيّة لدول الخليج بالشارقة، أسبقيّة وتميّز الإمارات في النهوض باللغة العربيّة، في تحقيق رؤيتها لتكون الإمارات مقرّ امتياز في اللغة العربيّة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وحزمة المبادرات النوعية في الحفاظ على اللغة العربية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو ما تمثل في العديد من البرامج والفعاليات والجوائز التي تعيد للغتنا هيبتها ومكانتها الحضاريّة في مجال العلوم والمعرفة والتواصل الحضاري، مثل مبادرة تحدي القراءة، وجائزة الشيخ محمد بن راشد للغة العربية، ومبادرة الترجمة وبالعربي، و«جائزة الألكسو الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية»، بالإضافة إلى مبادرة لغتي بالشارقة ومجمع اللغة العربية بالشارقة، وجمعية حماية اللغة العربية، والمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.
وأعرب الإعلامي والكاتب عبد الله عبد الرحمن عن تفاؤله بالجهود والأقلام والمواهب التي تثري مكتباتنا وفضاءنا الشبكي الواسع بمحتوى معرفي متجدد ومتنوع، أمام الطفرة المعرفيّة غير المسبوقة إنسانيّاً، بسبب سواعد نشطة وعقول متّقدة لخدمة لغتنا الحيّة بتعبيرها الجمالي، في ظلّ الدور الكبير للقيادة الرشيدة لأن تظلّ لغة التواصل الإنساني حاضرةً في نفوس الشباب لإثراء المحتوى العربي، مؤكّداً الجانب العملي في الحفاظ على اللغة وتقريبها وإيصال الرسالة من خلالها بالوعي العالمي والإيمان بأهميّة إيصال هذا المحتوى.
واعترفت أستاذة اللغة العربيّة الدكتورة مريم الهاشمي بما نجده من تأخّر وأميّة في استخدام اللغة العربيّة، أما تفضيل شريحة كبيرة من المجتمع للغة الأجنبيّة واعتبارها اللغة الأم، فنكون أمام غربة مع لغتنا، داعيةً إلى أن نثق بها ونبحث في الأسباب ونعيد الاعتبار التاريخي لها، مؤكدةً الارتباط بين النظرة الدونية للتاريخ العربي والنظرة للغة العربيّة، ومشددةً على تعليم العربية أمام عالمية اللغة الإنجليزية في التواصل وعزوف الأجيال عن لغتهم الأم.
وانطلق رئيس معهد الشارقة للتراث، الشاعر والكاتب الدكتور عبد العزيز المسلم، من أنّ لغتنا العربيّة باقية وأنّ كلّ الشواهد الماديّة والمعنوية تدلّ على عظمتها ورونقها، وأنّها دخلت في نقوش قديمة ومخطوطات ما تزال حاضرة، ولهذا فإنّ حفظ الله لها في كتابه العزيز يعطينا أكبر الدليل على أهميتها.
وأكّد محمد إبراهيم القصير، رئيس الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بالشارقة، أهميّة اللغة العربيّة في المؤسسة الثقافيّة، من خلال الإصدارات وإقامة المهرجانات الشعريّة والدراسات والبحوث والحفريات اللغوية، وتشجيع الذائقة من خلال التكريم والشخصيات الثقافية في مهرجانات الشعر الفصيح كذلك، مثمّناً رؤية صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في توجيهاته بأن نحفظ هيبة لغة الضّاد ونفعّل حضورها لدى كلّ الأجيال.
وقال الشاعر والناقد التشكيلي علي العبدان: إنّ موسوعيّة اللغة العربيّة بالنسبة لجيل الرواد مهمة جداً في إثراء الذائقة وفي تأكيد حضور اللغة لديهم، لأن العلماء العرب والمسلمين كانوا لا يكتفون بأن يتخصصوا في حقل معين، بل نراهم وقد ألمّوا بعلوم ومعارف ولغات متعددة، مؤكداً الالتزام الأخلاقي والمعنوي في تنشئة الأجيال عليها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©