الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«اتحاد الكُتاب» يحتفل بالعيد الوطني إبداعياً

مشاركون في الندوة (من المصدر)
5 ديسمبر 2020 02:07

محمد عبدالسميع (الشارقة)

احتفل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات باليوم الوطني التاسع والأربعين، من خلال ندوة حواريّة بعنوان «التاريخ والبيئة الإماراتيّة في الأعمال الإبداعيّة»، قدّم فيها المشاركون تنظيرات ثريّة حول دور المثقف الإماراتي في الحفاوة بالمكان وقراءته من وجوه إبداعيّة، واستلهام التنوع البيئي والتاريخ الأصيل في الأدب القصصي والروائي والشعري وفي التوثيق التراثي في جانبيه المادّي وغير المادي. 
 وشارك في الندوة كلٌّ من الكاتب عبدالله عبدالرحمن، والشاعرين طلال سالم ومحمد الحبسي، والقاصة والروائيّة لولوة المنصوري، والروائيّة ناديا النجّار، بإدارة الشاعرة شيخة المطيري، وحضور رئيس مجلس الإدارة الشاعر والكاتب سلطان العميمي.

ذاكرة البحر
وأكّد الشاعر طلال سالم أن إرهاصات الماضي ومرحلة الطفولة تجعله اليوم يتعامل مع المكان وتلك المرحلة تعاملاً إبداعيّاً، كانعكاسات عاطفيّة تُصاغ شعراً، مستعيداً رحلته الوجدانيّة مع والده من خلال ذاكرته التي مدّته بكلّ ذلك التنوّع البيئي في الإمارات، وتحديداً البيئة البحريّة التي أثّرت في تكوينه النفسي والثقافي والإبداعي. وربط الشاعر سالم بين أدوات البحر ومستلزماته وحكايات الوالد والمحامل والأشرعة والأحلام، ليسهم كلّ ذلك في تشكيل شخصيّته الإبداعيّة بمزج مفردات الذاكرة. وأكد أن المبدع ابن لحظته، ودائماً ما يتطلّع للمستقبل ويستمد العزم من كلّ هذا الماضي التليد.

التناول الأسطوري
وتناولت القاصة والروائيّة لولوة المنصوري جملة المعطيات الثقافية من تراث وتاريخ وآثار، باعتبارها مصدر إلهام كمادّة أوليّة نستند عليها في تشكيلها إبداعاً أدبيّاً، وانطلقت المنصوري من أنّ التاريخ العريق للإمارات وفق الدراسات الأثريّة، يقدّم لنا الصيغة الإبداعيّة لقراءة هويّتنا وجذورها العميقة وثقافتها المتنوعة والمتعددة، وهو ما يؤكّد الثقة التي نعبر منها نحو المستقبل. وفرّقت المنصوري بين الكتابة الأدبيّة والإعداد البحثي، في أنّ الأدب يشتمل على مساحة من التخييل والرموز والاشتغال على الأسطورة والإنسانيّات بأبعادها الثقافيّة.

المفردة الإماراتية
وربطت القاصة والروائيّة ناديا النجار بين الكاتب والبيئة، والتغيّرات الكثيرة التي اجتاحتها في ذاكرة الحياة الشعبيّة والصحراء والنوارس وحكايات الجدّة، والخور.. وسواها، ليظهر ذلك كمؤشرات اشتغلت عليها بحسب طبيعة العمل، مثل روايتها «ثلاثيّة الدّال» المرتبطة بغرق سفينة في ستينيات القرن الماضي، فكانت أمينةً في نقل الوقائع والأحداث. كما أوضحت النجار قصديّتها في إدخال المفردات الإماراتيّة في أدب الطفل، ومشاركتها مع أديبات إماراتيّات في كتابة الخراريف بطريقة عصرية للطفل، مؤكّدةً أنّ المحليّة ليست حاجزاً بين الكاتب والانتشار.

مجالس التراث
وتحدّث الشاعر محمد الحبسي عن الطفولة ومجالس التراث والنقل الإعلامي الإذاعي والتلفزيوني تحديداً لهذا التراث العريق، لافتاً إلى نشأته في مجالس تراثيّة اشتملت على فنون القصيد والمجاراة والمشاكاة والوجدانيّات التي لا بدّ أن تتضمّن الوطن في الانتماء إليه واستلهامه. وركّز الحبسي على مسألة مهمّة وهي أنّ علينا أن نفخر بتراثنا، فالشاعر يمثّل بيئته ومنطوقها، وقال إنّ الكاتب المصري نجيب محفوظ اشتهر بسبب محليّته وحاز جائزةً عالميّةً في ذلك.

الماجدي بن ظاهر
ومن جهته، طوّف الكاتب عبدالله عبدالرحمن بأهميّة التراث الإماراتي، مبيّناً منهجه في توثيقه ومقابلاته الميدانيّة، وبخاصّة كتابه «فنجان قهوة - الإمارات في ذاكرة أبنائها»، وأرشفته العديد من مفردات البيئة المحليّة، كما عرض لجذور مصطلح البادية المعنوي والجغرافي، والصفات العامة، ذاهباً إلى معنى المكان من منظور كتاب عرب في ذلك. وتحدّث أيضاً عن الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر ومؤثثات المكان وتنوّع بيئاته وحكاياته.
وأعرب سلطان العميمي عن أهميّة الندوة وضرورتها وغنى أفكارها ومحاورها التي تكاملت في مشاركات ضيوفها، مؤكّداً أهمية الاحتفال بالعيد الوطني في اشتغالات الكتاب والأدباء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©