عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
في معرضه الأحدث تحت عنوان «رسالة»، والمقام في مدينة مراكش، يعرض الفنان التشكيلي المغربي البارز محمد أرجدال مجموعة من أعماله التشكيلية والنحتية وأخرى تدخل ضمن خانة الفن المفاهيمي، وتأخذ المتلقي إلى عالم الإبهار والتساؤل حيث يلتقي فيها الخيال بالواقع، والحاضر بالماضي، في لقاء فني جميل يعكس عوالم الطفولة وأمكنة الصحراء الهادئة.
وينشغل الفنان والنحات محمد أرجدال بطرح أعمالٍ تنهل من معين فضاء الصحراء والمجتمع المغربي، مُتأملاً تحولاته ولامساً بواطن وعراقة الرموز والخطّ والتربة المغربية، كاشفاً فيها عن مكامن الجمال والشاعرية، ومسافراً في هذا اللامنتهي إلى أقاصي المُطلق الذي ينبعث من شساعة الجنوب المغربي والصحراء تحديداً، فهو فنان يلتقط أنفاس الرحابة والشساعة داخل مكون الصحراء التي ولد فيها وتشبّع بمشاهدها وفضاءاتها الساحرة. فهذا الفنان ينتمي إلى منطقة منفتحة على الصحراء وإيقاعها الجمالي هي منطقة واد نون، التي عُرفت بالترحال والحفاظ على تقاليد عريقة ومتجذرة في الوعي الجمعي للسكان. ولا يخفي الفنان أرجدال ولعه، فضلاً عن ذلك، بسفن الصحراء، وقد أظهر في أعماله ولعه بالإبل وقوافل الجمال.
وقد تواصل ترحال الفنان أرجدال وتناسلت أسئلته وقلقه الإبداعي لتشمل قضايا قارية تتعلق بتاريخ وجغرافيا القارة السمراء، حيث جسَّد خريطتها منقوشة على سقف أحد فضاءات المعرض مع ترك بقايا الحفر والنقش على الأرض، من أتربة وإسمنت، إلى جانب عرض آلة الرباب في وضع جمالي مُغاير، وكذلك عرض فيديو تسجيلي قصير يتضمَّن سبعة مشاهد معبِّرة تحمل عنوان «مشترك إفريقيا». وكما قال عنه الناقد الجمالي إبراهيم الحيْسن في كتيب المعرض، فهذا المعرض المتنوِّع، يبرز أن الأعمال التشكيلية للفنان محمد أرجدال، التي تُعَدُّ في مجملها سرديات بصرية وقطعاً تشكيلية مطبوعة بخصائص تعبيرية وجمالية تستقي تميُّزها وتفرُّدها من كونها إبداعات قائمة على تغيير السياق والتحوير والمجاز وتحويل المعنى.
