الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العقل العربي ما بين الغزالي وابن رشد على طاولة «مجلس الفكر»

جانب من الجلسة (من المصدر)
26 نوفمبر 2020 01:43

هويدا الحسن (العين)

في حوار ثقافي استضافت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان نخبة من المفكرين هم د. جمال محمد مقابلة، د. محمد سالم، د. عماد الزين، معاذ بني عامر وأمجد الفيومي، في مناقشة حرة حول مساحات الجدل التي دارت وما زالت تدور حول تأخر العقل العربي عن مواكبة الحضارة الحديثة، بعد أن كانت الحضارة العربية ملهمة للعالم، بدأ اللقاء بكلمة الشيخة شما قائلةً: كثيراً ما كنت أقرأ عن ذلك الجدل الذي يدور حول الإمام الغزالي ما بين اتهام بأنه كان سبباً مباشراً لنكبة العقل العربي والقضاء على الفلسفة الإسلامية بكتابه تهافت الفلاسفة، وبين تعظيم دوره في إحياء الدين الإسلامي بكتابه (إحياء علوم الدين)، وكنت أتوقف وأسأل نفسي سؤالاً، وأعيد طرحه عليكم هل يمكن أن نحمل فرداً واحداً وزر انهيار حضارة كاملة؟ واستطردت متسائلة: لماذا لم يظهر في عالمنا العربي فلاسفة أصحاب مدارس فلسفية حقيقية منذ زمن بعيد؟ هل ما فكر به الغزالي والذي بثه حول الفلسفة والفلاسفة هو السبب؟ ولكن بعد الغزالي كان هناك ابن رشد والملقب بالشارح الأعظم، والذي فند أفكار الغزالي في كتابه تهافت التهافت، وقدم للعقل وقتها شحنة حياة قوية، وكون مدرسة فلسفية حقيقية أثرت في صحوة الغرب من غفوة القرون الوسطى، وساهمت بآثاره الفكرية وشروحاته لأرسطو في الكثير من الفلاسفة الغربيين، كما أوضحت أنها كانت تحضرها دهشة أسئلة أخرى، لماذا كان أثر ابن رشد في الثقافة الغربية أعظم من أثره في الثقافة العربية والإسلامية؟ ولماذا كان أثر الغزالي أعظم من أثر ابن رشد في ثقافتنا العربية والإسلامية؟ 
 وبدأ د. مقابلة الحديث قائلاً: تبدأ معركة الحوار الذي دار بين الغزالي وابن رشد، فهل نقول بأن هذا الحوار بين الفيلسوفين؟ وهل هو حوار أم معركة؟ وهل هو جدل بين عقل واحد في حضارة واحدة وثقافة واحدة؟ أم هو جدال بين عقليتين استشرافيتين مختلفتين؟ أم هي التحليلات العلمية والعقلية والشطحات والصراعات الأيدلوجية التي ستقفز من تصميم العنوان، إلى مشكلاتنا في الوقت الذي نعيش فيه؟ وأوضح أن الغزالي فيلسوف كبير، بغض النظر إذا كان يتبع منهج علماء الكلام، وقدم تجربة يمكن أن يعتد بها وأن تدرس في كل جامعات العالم وربما يشكل شيئاً في وعينا، وربما يؤثر في مرحلة من مراحل تاريخنا.
وكان الحوار بين الضيوف ينزع نحو التباين المتوافق على قيمة كل الشخصيتين في التاريخ الثقافي للمجتمع العربي الإسلامي، وقدم كل من الحضور رؤيته حول دور الغزالي وابن رشد في تاريخ العقل العربي الإسلامي ومستقبل هذا العقل الذي هو قاطرتنا للخروج من الصندوق المغلق إلى الحضارة والحداثة والالتحاق بالإنسانية في رحلتها نحو المستقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©