الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كريستوف بوميان: الجائحة فكّكت تقليدية المتاحف

كريستوف بوميان
18 نوفمبر 2020 02:29

أبوظبي (الاتحاد)

ضمن فعاليات اليوم الثاني لندوة «المتاحف بإطار جديد»، قال الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي كريستوف بوميان، في كلمة رئيسية بعنوان «تاريخ عالم المتاحف»، إن هناك ارتباطاً حيّاً ومباشراً بين تأثير الأوبئة في تغير السلوكيات المجتمعية، والتي ألقت بظلالها على المتاحف وآلية عملها، فما حدث في جائحة «كوفيد 19»، بمثابة كارثة حقيقية فكّكت تقليدية المتاحف، وأدت إلى إغلاق متاحف كبرى، صرحت بأنه لا يمكنها العودة بسبب أزماتها المالية، والذي يفتح محور النموذج الاقتصادي الجديد، وتأثيره على المتاحف في المرحلة المقبلة، والتي تشهد تغيراً جوهرياً في العديد من المفاهيم، معتبراً كريستوف بوميان أن هناك تراجعاً للقيم التنويرية، والأوبئة بطبيعتها تعزز الحواجز، بعد أن كانت المتاحف تقوم على ركائز أساسية، وفق الحقبة الزمنية، التي أنتجت قيماً متعددة، فقد بات السؤال حول تلك القيم التي بنت الحضارة الغربية، في كونها معتقدات لم تُعد بذلك الإلحاح في الوقت الحالي. 
وأوضح كريستوف بوميان، في كلمته، أن الحديث عن مستقبل المتاحف منذ سنتين، يختلف تماماً عما نتحدث عنه في هذه اللحظة الفارقة التي يشهدها العالم، وفكرة أن تدير المتاحف مثل المنظومات التجارية، تستدعي أرباحاً مستدامة، سوف تبرز تيار العلامات التجارية في المرحلة المقبلة، بحيث تكون مسألة الترفيه جزءاً من التجربة المتحفية، وأن المتحف لا يكون مرتبطاً بدولة معينة، مبتعداً عن وظائفه النمطية، ومطالباً بإسهامات أكبر تبرر وجوده ومدى الحاجة إليه، أمام مراجعة كلية للميزانيات التي تتيح وتسهل عمل المتاحف. وتاريخياً، فقد تم تأسيس عمل المتاحف كمؤسسة تحمي الآثار للأجيال المتعاقبة، وهذا الجهد بحسب بوميان، يجب أن يكون مكثفاً، عبر تنظيم المعارض، من أجل تلبيه حاجات الحاضر والتطلع للمستقبل.  حول ما فرضته الجائحة على واقع حياة الناس، لفت بوميان إلى أن هناك نوعاً من التعايش مع الآثار الجانبية، وتم تبني أنماط عزل حسب التدابير الاحترازية، ربما ما حدث في بريطانيا وأميركا أنهم عمدوا إلى تقليص النفقات، وبذلوا جهداً في حماية المقتنيات والمجموعات الفنية التي لديهم، وهي سيناريوهات ترتبط بتحدي النموذج الاقتصادي وبالأخص الممولين للمتاحف، وجميعها تجعلنا نفكر في إعادة بنية المتاحف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©