الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زينب الهاشمي: رؤية جديدة لطرق ونوعية دعم الفنانين

زينب الهاشمي (تصوير: أشرف العمرة)
14 أكتوبر 2020 00:16

نوف الموسى (دبي)

«التكرار»، مثل المفهوم الأعمق في حديث الفنانة الإماراتية زينب الهاشمي، تأكيداً منها على آلية الهدم وإعادة البناء، المُشكلة لروح أعمالها الفنية، والقائمة على الأسس الهندسية من الطبيعة، يبرز فيها عنصر ديناميكي مهم، عبرت عنه الفنانة زينب لـ«الاتحاد» بأنه «عنصر التغير السريع»، قائلة: «كل شيء كان يتغير حولي بسرعة جداً، أقصد محيطي المحلي، قد يكون مبنى ارتبط بذاكرة طفولتي، وفجأة اختفى، وقتها لم يطلعني أحد أن الإزالة تمت لبناء جديد سيتم، ومنها بدأت الأسئلة عن المكان، وما يعكس هويتي فيه، أستطيع القول إنها طريقة التفكير الإبداعية التي تتطلب ما هو محسوس، وما هو ملموس». لذلك كانت الفنانة زينب تهتم بطاقة الحرفي الذي صنع أداة «القرقور» -تستخدم لصيد الأسماك- لتقديم عملها دوران العقل في بينالي الشارقة، وتابعت وصفها للمشروع كيف أنها لم تعش مع هذا التراث بقدر ما أنها درسته وتعلمت مضامينه، وهنا تكمن قوة الفنان في أن يبحث في ارتباطاته بجزئيات اتصلت بحياة مجتمعه، ويعيد تفكيكها إلى تصورات جديدة، وهو بذلك يحييها بجعلها سؤالاً يُطرح على المتلقي، وتتعمد الفنانة زينب أن يبقى العمل غير مكتمل، بحسب وصفها، أي أنه قابل للتطوير دائماً.

بالنسبة للفنانة زينب الهاشمي، فإن الفنان يدرك أن الأمور بطبيعتها تحتاج إلى وقت وعمق، فالكثير من الفنانين يبرز تأثيرهم بعد 20 أو 30 سنة، موضحة أنه يتبادر لذهن المتلقي بأن هناك الكثير من الأعمال الفنية المتشابه بين مختلف الفنانين، على مستوى الاشتغال على المواد والعناصر، إلا أن الانتقال بها إلى ثقافات أخرى وعوالم فنية عالمية مختلفة يعطي انطباعاً مذهلاً ومساحة مغايرة للنقاش، وفي المقابل فإن النقد المحلي حول آليات تنفيذ أعمالها، تراه الفنانة نقطة مهمة تحسب لها لإثراء تجربتها، وتعطي دافعاً وأفقاً أوسع للتفكير بمخرجاتها الفنية.

«لدي خوف كفنانة، أني لن أستطيع الاستمرار، أحترم جداً الدعم الذي تقدمه كافة المؤسسات والهيئات الثقافية في الإمارات، ولكننا فجأة أمام توقف لمشاريع ضخمة، وتأجيلها غيرها، ما يوحي بأهمية تغير طرق ونوعية شكل الدعم المقدم للفنان في الإمارات».. هنا تستمر الفنانة زينب بتوضيح دراسة أولويات تدعم استمرارية الفنان، أبرزها توفير الاستوديوهات للفنانين، ودراسة تفاصيل التكلفة المحيطة في منظومة العمل داخل استوديو، وأضافت: هو جزء من احترافية الفن، نحن في الإمارات لدينا متاحف وفضاءات نوعية، وحضور الفنان الإماراتي فيها، بعد 5 و10 سنوات، جزء رئيسي من تنامي الحراك الثقافي، دون توفير استوديوهات يصعب ذلك، إلى جانب أزمة المخازن، حيث يصعب على الفنان حفظ أعماله الفنية، وقد يضطر البعض إلى إتلاف أعماله الفنية، إلا إذا مثله «غاليري» معين، معني بحفظ أعماله. ونوهت الفنانة زينب الهاشمي بأن جزءاً من تغير نوعية الدعم، يضع الفنان اليوم، هو الآخر، أمام مسؤولية يتشاركها مع المؤسسات المعنية، لبناء حالة فنية متطورة، من خلال تقديم الاقتراحات والرؤى، بعد أن غلب في السابق التفكير بأن المسؤولية تقع بأكملها على الجهات المختصة. 
وتعمل الفنانة زينب الهاشمي حالياً في «تشكيل استوديو»، وهو بناء جديد يتبع المبنى الرئيسي لمركز تشكيل بند الشبا في دبي، مشكلاً فضاء للفنانين المقيمين، مبينة كيف أنها فرصة نوعية، وبالأخص أن تكون في فضاء داعم كمركز تشكيل، الذي يمتاز بوعي واهتمام باحتياجات الفنانين، معتبرة أن اهتمامها اللحظي يتركز على زيادة الوعي نحو قرارها بأن تعمل كفنانة مستقلة، ما يجعلها تواجه تحديات كثيرة منها طبيعة علاقة الفنان بالغاليرهات الفنية التجارية، وبين العمل مع مطوري الإنشاءات، ساعية إلى تأسيس جهة خاصة معنية بتنظيم العلاقة بين الطرفين، توضح مسألة استقلالية الفنان لإنتاج عمله والحقوق الفكرية، معتبرة أن التلاعب وإشكالية بنود العقود غير الواضحة للحقوق، التي اكتشفتها أثناء تنفيذها للعديد من المشاريع، يعد تحدياً تنظيمياً كون المنطقة المحلية لا تزال تنمو في هذا القطاع المتعلق بالفنون والشراكات التجارية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©