الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد القرملاوي في حوار مع «الاتحاد»: «ورثة آل الشيخ».. بحث عن أسطورة العائلة!

أحمد القرملاوي
11 أكتوبر 2020 00:42

إيهاب الملاح (القاهرة)
 
عن روايته «أمطار صيفية» الصادرة في 2017، حاز الروائي المصري أحمد القرملاوي جائزة الشيخ زايد للكتاب 2018 (فرع المؤلف الشاب)، وقبلها بسنوات أعلن صوته السردي المتميز بمجموعته القصصية «أول عباس»، وتلتها روايتان أخريان، لفت بها جميعاً الانتباه بحساسية فنية خاصة ولغة جزلة رصينة تعود بجذورها إلى ينابيع شعرية في روح وعقل كاتبها، وأخيراً بمزج واضح بين التأملات الذاتية والاستبطان الداخلي، وبين قراءة العالم المحيط ومحاولات لفك شفراته والتعامل معه. وعن روايته الجديدة الصادرة أخيراً عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة «ورثة آل الشيخ»، يخطو الروائي الشاب خطوات أبعد في مشواره الروائي، وعن ذلك يقول في حوار خص به «الاتحاد»:
هذه روايتي الخامسة، وفكرتها قديمة لديّ تعود إلى خمس أو ست سنوات، ظلت تخايلني وتخالجني ولم تكن تفارقني طوال هذا الوقت، رغم أنني أصدرت خلال هذه الفترة مجموعة قصصية، هي «أول عباس»، وأربع روايات حصدت واحدة منها، «أمطار صيفية»، جائزة الشيخ زايد للكتاب التي أفتخر وأعتز بها أيما اعتزاز، وأعتبرها وسام شرف يتوج مشواري ما حييت.

  • غلاف الرواية
    غلاف الرواية

حكاية الكنز
ورواية «ورثة آل الشيخ» تدور حول سيرة أجيال من عائلة تنتمي إلى الأشراف، وربما كانت محاولة لتوثيق مجد الخيال العائلي الذاتي إذا جاز التعبير، وترجمة للشغف بمرويات الجد الأكبر لهذه العائلة عبر العصور، وبالأخص حكاية كنز سيكون من نصيب حفيد من الأحفاد الذكور وتصير هذه الحكاية توقاً موروثاً يتناقلها جيل وراء جيل ويضيف كل جيل إليها جديداً ويعيد روايتها (هل نقول تأليفها؟!).
ولكن، كيف سيكثف الروائي كل هذا الكم من الأحداث والشخوص التي تزدحم بها رواية أجيال من هذا النوع في 280 صفحة فقط، وكيف سيدمج أزمنة وعصوراً متعاقبة بحرفية الروائي وصنعة الرواية؟ يجيبني القرملاوي قائلاً:
واجهتني معضلة اختزال الزمن في عرض حكايات وتفاصيل هذه الأجيال المتعددة، وحاولت أن أعود إلى الروايات المرجعية الكلاسيكية في أدبنا العربي، أستأنس بها وأتأمل كيفية معالجتها لهذه المسألة. 
غواية الراوي
هنا بادرته، سؤال عارض: وهل يمكن أن تكتب رواية أجيال مثلما كتب نجيب محفوظ هذا النوع من الروايات؟
يجيب: ببساطة أنا لا أستطيع أن أكتب مثل نجيب محفوظ ولا حتى أن أحاكيه. ودعني أصارحك، إنني ورغم انهماكي واستمتاعي الشديد وأنا أعاود مثلًا قراءة رواية الأجيال الأم في أدبنا العربي «الثلاثية» لنجيب محفوظ، إلا أنني وجدتني أبحث عن تكنيكي الخاص في اختزال الزمن وترتيب وقائع الحكي التي تستغرق ما يقرب من 150 عاماً تقريباً، وهي الفترة التي تبدأ فيها خيوط السرد في الانطلاق والتفرع، ويمارس الراوي غوايته العجيبة في سحبنا بنعومة ويسر إلى قلب هذا العالم الغريب ليجعلنا نخوض هذه الرحلة الممتدة في الزمان والمكان معاً.
وكذلك كان علي أن أكتشف تقنياتي وألعابي السردية الخاصة التي تناسب اللحظة الآنية التي يُكتب فيها عمل روائي في العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين، وأن أبحث عن الصيغ والتنويعات اللغوية الممثلة أو التي تطمح لأن تمثل ثلاثة أجيال مختلفة يتميز كل جيل منها بمفردات وعلامات وأطر وأنساق ثقافية واجتماعية مخصوصة.

 نوستالجيا بعيدة
وأخيراً سألته: رغم صدور الرواية منذ شهرين أو ثلاثة أشهر فقط فإنها تلقى صدى واسعاً في أوساط القراء وسريعاً ما ظهرت في قوائم الأكثر مبيعاً «البيست سيلر»، ما رأيك؟ فأجابني بهدوء: من الواضح أن أي عمل روائي يكتب الآن ويحتوي على قدر من النوستالجيا البعيدة أو القريبة، فإنه يلقى استجابات واسعة. ربما يكون هذا هو السبب. أقول ربما، لا أكثر!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©