الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الكوني.. يضيء على المجهول ويكتب ضد النسيان

أثناء الجلسة الأفتراضية (من المصدر)
5 أكتوبر 2020 01:10

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أكد الروائي الليبي الدكتور إبراهيم الكوني، أن الحب هو أساس الكائن النبيل، والوطن هو القلب النابض بالحياة، ولا إبداع دون ترسيخ الفطرة الغريزية، والموهبة الفطرية في الوطن والإنسان والتعايش مع الآخر بسلامٍ ووئام، لافتاً، إلى أن الوطن هو الحضن الذي يضم الفكرة، ويحتويها، ويربت على كتفيها لتترعرع في كنف الاكتمال، والنضوج لأن تكون حاضرة في المشهد التاريخي. جاء ذلك خلال الجلسة الافتراضية التي أقامها صالون «الملتقى الأدبي»، لمناقشة راويته سِلْفيُوم، بمتابعة ومشاركة مجموعة من الإعلاميين والمثقفين والأدباء. وفي بداية الجلسة تحدثت أسماء صدّيق المطوع، مؤسسة الملتقى، مرحبة بالكاتب والمشاركين في الحوار، ثم أشارت إلى دور الكاتب وأهمية إبداعه وإنجازاته الأدبية التي تستحق الثناء والإطراء، معربة عن سعادتها بهذا الحضور الفكري، والتواجد الذي يضفي إلى الفكرة أفكاراً نيّره تسهم في صياغة المعنى، وتجعل المفردة في قالبٍ من المحتوى الحصين والرصين والثمين. وعرجت المطوع إلى «سِلْفيُوم»، حيث إنها تتناول المجهول من التاريخ الليبي العريق في حبكة درامية تتجاوز جمالية السرد إلى تثقيف القارئ بمفردات الصحراء، وحكاياتها الملهمة، وذاك البعد والعمق والاتساع الفكري المشترك واللامحدود.
ثم تحدث الضيف الدكتور إبراهيم الكوني، متناولاً بعض التفاصيل عن روايته «سِلْفيُوم»، وما تحمله في طياتها من مكانٍ وزمانٍ وحب، فتتلمس الرواية زوايا من الشمال الأفريقي، وتحديداً «قورينا» إحدى الحواضر العظيمة في السابق حيث البرزخ الفاصل بين الصحراء والبحر. ثم تنتقل الروايه في الزمان إلى تاريخ اكتشاف الكنز المشؤوم أو عشبة السلفيوم، وما جلبته لأهل المنطقة من متاعب. مشيراً إلى روح الوطن الساكنة في عمق الرواية بفلسفة غزلية، مختزلة بمفرداتٍ ومعانٍ صادقة، وأمنياتٍ جليلة تغوص في أعماق ليبيا، وتنسجم في التاريخ وتجوب الجغرافيا بإيمانٍ مستلهم من الحب والحرب الممتزج بالتسامح والتعالي والاغتراب.
فكل تلك الحبكة الأدبية والسرد الفكري جعل من «سِلْفيُوم»، فلسفة تحمل درساً قديماً متجدداً زاخراً بالمعاني السامية، كما يقول الكوني في روايته: «أياك أن تنسى أن الأحب من المكان الذي نسكنه هو المكان الذي يسكننا والأنبل من وجودنا في أوطاننا هو الاحتفاظ بأوطاننا في قلوبنا لأننا بهذا فقط نضمن أنها سوف ترافقنا أينما حللنا في رحلتنا». مضيفاً أن «التدوين هو الحياة الوحيدة التي ابتكرها الإنسان لقهر أخبث عدو اعترض مسيرة الإنسان منذ الأجل وهو النسيان».
واختتم اللقاء بمشاركات ونقاشات جانبيه مثرية من الضيوف المتابعين للجلسة الحوارية الافتراضية، حيث تناولوا تحليلات عن الرواية بتفصيلٍ دقيق، مستلهمين من الكاتب بلاغته وفصاحة قلمه لتكريس عالم الصحراء المنسي بنواميسها وفلسفتها العميقة وطقوسها الغامضة وبعدها الواسع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©