عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
بالقرب من النصب التذكاري للشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، ذلك التشكيل الهندسي اللولبي الصاعد إلى السماء الذي أبدعه المصمم العالمي الشهير جيري جودا، يقع مبنى مكتبة بيت الحكمة، المشروع الثقافي المبتكر، الذي تشرف على تطويره هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والذي يعتبر واحداً من المشاريع الاستثنائية، التي تقدم صورة مشرقة عن الإنجازات الثقافية لإمارة الشارقة.
هذا التجاور بين صرحين من صروح المعرفة الشارقيَّة، يعكس فيما يعكسه من دلالات مفهوم التواصل المعرفي، والديمومة والاستمرارية التي ينطوي عليها مشروع الشارقة الثقافي بشكل عام، والتكامل الذي تقوم عليه رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أثمرت جهوده المتواصلة منذ 40 عاماً، عن ترسيخ مكانة الشارقة كمركز عالمي يحتفي بالعلم والابتكار والثقافة. كما يستمد هذا المبنى أهميته أيضاً من فكرته الأساسية، إذ يعكس مكتبة المستقبل في تحولها إلى مركز للتفاعل الاجتماعي، يتقاسم فيه الأفراد اهتماماتهم المعرفية، وليس مكاناً لعرض الكتب فقط.
يستوحي المبنى تصميمه من مكتبات القرن الواحد والعشرين، والذي يعتمد بشكل رئيس على مبدأ المرونة. ويتميز بسقف معلّق بقضبان معدنية بطول 15 متراً لحماية المبنى الزجاجي الرئيسي، ولتوفير المزيد من الظل على الجزء السفلي، تم استخدام قضبان الخيزران المصنوعة خصيصاً للمشروع، والتي يمكن التحكم بها لزيادة أو تقليل مساحة التغطية من أشعة الشمس، ويعمل تصميم الجدران الزجاجية للمبنى على توفير أعلى درجات الإنارة للمنطقة المحيطة، بما يعكس الصورة الرمزية للمكتبة، باعتبارها منارةً تضيء العقول بالعلم والمعرفة.
وفي الداخل؛ بنيت عناصر المكتبة حول الفناء، وتتضمن مساحة عرض صغيرة، وقسماً خاصاً للمحفوظات (أرشيف) مكوناً من طابقين يحتضن المكتبة التقليدية، حيث يمكن للأعضاء البحث والقراءة، ويحتوي مبدئياً على 40 ألف كتاب، وهناك خطة لزيادة هذا العدد إلى 105 آلاف كتاب عند تشغيلها بالكامل، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من كتب مطبوعة بلغة بريل. ويضم مبنى المكتبة، سلسلة من المساحات المعلقة فوق الفناء المركزي، اثنان منها في الطابق الأرضي، وخمسة في الطابق العلوي، ويمكن استخدامها كصفوف أو قاعة اجتماعات.
وتقع منطقة القراءة عند حافة المبنى، وتمتد على جانب واحد، حيث تم تصميمها لتكون مساحة متعددة الاستخدامات، سواء للقراءة أو استضافة الجلسات النقاشية أو المحاضرات، كما يمكن استخدامها لتنظيم المعارض الفنية المحلية. وتضم المكتبة، مساحة مخصصة يمكن استخدامها لإقامة المعارض التي تمتد إلى شهور أو حتى المعارض الدائمة، كما يوجد العديد من مناطق القراءة المفتوحة على قسم المحفوظات (الأرشيف)، إلى جانب مساحات مخصصة للاسترخاء والقراءة، وستضم المكتبة أيضاً مختبر تصنيع مزوداً بطابعة ثلاثية الأبعاد، يمكن للأعضاء استخدامها لإنشاء نماذج أولية لمشاريعهم التجريبية.
