الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«صور في حوار» القوة التـاريخية لفوتوغرافيا البورتريه

فوتوغرافيا تفاعلية لمراسيم توقيع معاهدة الصداقة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة (تصوير: أشرف العمرة)
21 سبتمبر 2020 01:07

نوف الموسى (دبي) 

التقاط المصور المستقل تيم جراهام، فوتوغرافيا للقاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع الملكة إليزابيث الثانية، وتحديداً في قصر باكنجهام، في لندن، في عام 1969، يفتح أولى التصورات حول مضامين معرض «صور في حوار.. الإمارات - 1971 - المملكة المتحدة» الذي يقام في متحف الاتحاد بمدينة دبي، ويستعرض من خلاله معرض اللوحات القومي في لندن، أبعاد العلاقات الدبلوماسية الإماراتية البريطانية، وذلك بانتهاء الدور الذي لعبته المملكة المتحدة طوال 150 سنة، كقوة خارجية، تتولى حماية ما كان يسمى حينها «الإمارات المتصالحة»، وتوقيع «معاهدة صداقة» في عام 1971 مع المملكة المتحدة.
ما يعطي للمعرض حساً عفوياً، رغم الإيقاع الرسمي في طبيعة الموجودات من وثائق وصور، هي جلسات التصوير لدى استوديوهات بارون الشهيرة، التي أسسها المصور البريطاني استيرلنغ هنري ناهوم، وبالأخص صورة للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بعدسة المصور ريكس كولمان، فيها التقاطة جانبية، تبرز الملامح القريبة للشيخ راشد. 

حوار الصور
القيمة الأساسية في معرض «صور في حوار»، هو أن يدرك الزائر اللحظة التفاعلية التي من خلالها فعلياً يبدأ الحوار، فكيف مثلاً يمكن النظر إلى صورتين قدمتهما عدسة جانيت ستون، لـ السير ويلفريد ثيسيجر (مواليد 1910)، أحدهما ضمن مقتنيات دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي، والأخرى لـ معرض اللوحات القومي في لندن، ويتموضعان في قسم المرحلة الانتقالية الأولى في المعرض من «الإمارات المتصالحة» إلى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مرحلة انتدبت فيها بريطانيا مجموعة من الوكلاء السياسيين المقيمين في شتى مدن الخليج بما فيها دبي وأبوظبي، حيث عمل ثيسيجر في مجال رسم الخرائط، واللافت في تواجده بالإمارات في أواسط القرن العشرين هو خوضه لتجربة عبور صحراء الربع الخالي، وتوثيقها في مذكراته وصوره التي نشرت لاحقاً ضمن كتاب «الرمال العربية»، الصادر عام 1959. 
إلا أن قوة فوتوغرافيا البورتريه الشخصية، برزت بشكل لافت في تأريخ المرحلة الانتقالية، من مثل فوتوغرافيا لـ إدوارد هيث، من شغل رئاسة مكتب العلاقات الخارجية البريطاني، وتباحث مع الشيخ زايد خلال لقاء جمعهما في لندن عام 1970، حول مستقبل «قوات كشافة الإمارات المتصالحة»، وبوصول هيث لرئاسة الوزراء عام 1971، أكد اعتزام بريطانيا إنهاء معاهدات الحماية مع إمارات الساحل المتصالح، التقطت الصورة المصورة إيف أرنولد (1912-2012)، وهي أول امرأة تنضم لطاقم المصورين في وكالة ماغنوم المرموقة. ويعرف عن إيف أرنول، أنها دأبت على زيارة الإمارات، وأنجزت فيلماً وثائقياً عن حياة مجموعة من النساء في دبي. 

في الفوتوغرافيا المعروضة، التقطت إيف أرنول، لحظة صامتة لـ إدوارد هيث، وهو يرى نفسه عبر مرآة طويلة، تعكس للمشاهد قوة الشخصية البريطانية، في تلك المرحلة الحساسة، من المتغيرات الجيوسياسية في منطقة الخليج العربي، ويظهر نفس البعد، في صورة البورترية لـ السير ويليام لوس (1907 ـ 1977)، الذي لعب دوراً مهماً في المفاوضات الرامية لإنهاء الوجود البريطاني في الخليج بشكل انسيابي، وعين مقيماً سياسياً في الخليج عام 1961. 
وبحضور العمل الفوتوغرافي لأحد أهم المصورين في القرن العشرين سيسيل بيتون، والذي هو عبارة عن بورتريه لـ «الملكة إليزابيث الثانية» التقطها خلال آخر جلسة جمعته مع الملكة في عام 1968، يتوج البورتريه نفسه بعداً تاريخياً في قراءة مشهد التحولات السياسية والثقافية في بريطانيا وتأثيرها على دولة الإمارات ومنطقة الخليج. 

ثراء الفوتوغرافيا
الموجودات التفصيلية في معرض «صور في حوار»، أغنت البعد الفوتوغرافي في المعرض، من مثل مجموعة الدكتور جون باريت كيللي، محفوظات الأرشيف ومجموعات المقتنيات الخاصة ـ جامعة نيويورك أبوظبي، فيها يتطلع الزائر على برقية مؤرخة في 25 أكتوبر 1969، مرسلة من قبل ج.ب. كيللي وموجهة إلى الشيخ زايد، لتهنئته على اختياره رئيساً لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب معلومات حول إنشاء السجل الوطني للصور الفوتوغرافية في المملكة المتحدة عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، بناء على اقتراح والتر ستونمان، كبير المصورين لدى شركة «راسل وأولاده». إضافة إلى استعراض للكاميرات المستخدمة في التقاط الصور الفوتوغرافية عن الحياة في دولة الإمارات، من مثل الكاميرا التي كان يستخدمها العقيد إدوارد ويلسون، وشهرته الكونيل «تاغ». 
واستمراراً لمشاهدة أهم الموجودات المادية، ضمن قسم «الروابط الملكية الدائمة ـ تجديد اتفاقية الصداقة» في المعرض، تحضر المؤرخة الألمانية فراوكه هيرد-باي، صاحبة كتاب «من الإمارات المتصالحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة: مجتمع في مرحلة تحول»، وكتاب «أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج: خمسون عاماً من التحولات»، أثناء مشاركتها في مأدبة، أقيمت بقاعة جيلدهول بمناسبة زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بحضور الملكة إليزابيث الثانية، تظهر فيها وهي ترتدي كندورة إماراتية وعقد من اللؤلؤ الخليجي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©