الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الصالونات الثقافية في زمن كورونا.. الدور والتحديات

الصالونات الثقافية في زمن كورونا.. الدور والتحديات
14 أغسطس 2020 00:19

هزاع أبو الريش (أبوظبي)

في ظل الظروف التي سببتها جائحة كورونا انتقل الحراك الثقافي إلى العالم الافتراضي، وتسعى الصالونات الثقافية والأدبية، إلى ملء الفراغات التي حدثت جراء «كوفيد-19»، فماذا فعلت للمساهمة في تلبية احتياجات المثقفين؟ وهل استطاعت إثبات حضورها في هذه الظروف الراهنة؟
بدايةً، يقول الشاعر عبدالله محمد السبب: نظراً لما كان للصالونات الأدبية والثقافية عموماً من دور في إثراء المشهد الثقافي عبر تنوير المتلقي، وإحاطته علماً بما لدى الأمم من تراث وتاريخ وحضارة، وبما هو كائن من إبداع أدبي على الصعيد الشعري والقصصي والروائي، وما يزخر به من إبداع فني على الصعيد الإذاعي والتلفزيوني والمسرحي والسينمائي، فإدارة الصالونات الأدبية والثقافية من قبل مثقفين مختصين ولهم سمعتهم الطيبة وتوازناتهم السلوكية الاجتماعية وأثرهم في الميدان الثقافي، سيكون لها بالغ الأثر في إضافة قيمة معنوية وتنموية ثقافية في المجتمع المحلي الصغير، والعربي الكبير. مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب المزيد من تضافر الجهود الإبداعية الرامية إلى إشاعة الثقافة في الشارع الثقافي في كل أرجاء المعمورة، المحلية والعربية والعالمية، وذلك عبر المنصات الافتراضية الذكية بمختلف قنواتها ومسمياتها واختصاصاتها.
وتابع السبب: المنصات الذكية أشبه ما تكون بقرى عالمية تجمع في ساحاتها وزواياها مجموعة كبيرة من سُكّان الخريطة الأرضية الدولية، تجمعهم مشتركات فكرية وثقافية واجتماعية حاضرة في حاضر الزمان والمكان، ويشتركون معاً بعلاقات دولية ذات روابط استراتيجية، انتقلت بالعالم من زمن الأمس إلى الزمن اليوم، ومن ذاكرة اليوم إلى ذاكرة الغد. لافتاً، انطلاقاً من الأخذ بعين الاعتبار احترازات الصحة والسلامة الواجبة التقيد والتنفيذ من قبل كل العناصر المجتمعية، بما في ذلك التباعد الجسدي بين البشر؛ فلابد وأن تستعيد الصالونات الثقافية دورها التنويري، في ظل ملابسات وأسباب وظروف المرحلة الحالية المتأثرة بفعل الجائحة العالمية (كوفيد- 19)، إذا يجب أن تُفَعَّل عبر المنصات الذكية التي اختصرت المسافات الجغرافية العالمية، لتجمع العالم في قرية افتراضية واحدة، بما يؤدي إلى إحياء جلسات عصف ذهني، من شأنها استشراف المستقبل الأدبي والثقافي العام.
من جانبه، يقول الشاعر عايض الحبابي: إن الصالونات الثقافية والأدبية فرضت نفسها بقوة، وخلقت واقعاً جديداً بالنسبة لنشر الشعر، أو أية مواد كتابية أخرى، وتعتبر متنفساً حقيقياً لكل ما يواكب المرحلة، بتحدياتها التي تمكن الشاعر للتواصل في أي وقت وأي مكان، ويبدو أن وجود الوسائل الحديثة المصاحبة للشاعر تُعد مخرجاً جيداً يستطيع أن يخترق الحواجز الكثيفة والعوائق التي تحول دون خروج كلماته عن دائرة نفسه، وقد لمست هذا بصورة يقينية من خلال ما ينشر من الشعر وغيره.
ويضيف الحبابي: الشاعر الحقيقي الذي يؤمن بأنه يحمل على عاتقة رسالة إنسانية تستهدف القلوب، يشعر بمسؤولية اتجاه كيفية إيصال هذه الرسالة، واليوم، فإن التطور والزخم التكنولوجي والتفاعلي وانفتاح التواصل الإبداعي، ساعد الشاعر في إيصال الرسالة التي يحملها لشريحة أكبر من الجمهور، فكل شاعر له بصمة مختلفة في طرحه للرسالة، مثلما بصمة اليد تماماً، ويجب أن يثبت تواجده، أينما يحل، ومواكبة الحدث بشكل تفاعلي، والمرحلة تريد النُضج الأدبي، المبني على الحضور التقني الذي يساهم في الوصول إلى الجمهور وذائقتهم.
ويقول الكاتب ياسر سعيد الفليتي: بالأمس كانت الصالونات الثقافية تشكل مصدراً ثرياً بالمعلومات والمعرفة، والتي كانت هي المتنفس الوحيد لمن أراد أن يغذي قريحته الفكرية، ولكن اليوم - للأسف - أصبحت الوسائل الإعلامية الحديثة المتاحة هي المتنفس الحالي، لقوة حضورها والتفاعل الجمهوري فيها. مؤكداً أن على الصالونات الثقافية والأدبية أن تكون أقوى حضوراً، وخاصة في هذه الأزمات التي تشهدها المنطقة، فحضور الصالونات الثقافية يعني حضور الفكرة، وملء الفراغات بالمحتوى القيّم والجيّد الذي يضيف إلى الإنسان، ويساهم في بناء أفكاره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©