الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

راشد عيسى: المشهد الإبداعي العالمي أمام هندسة جديدة

راشد عيسى: المشهد الإبداعي العالمي أمام هندسة جديدة
14 أغسطس 2020 00:19

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد) 

يعد الشاعر والناقد الأدبي الأردني الدكتور راشد عيسى (مواليد نابلس 1951) أحد أبرز الأسماء المنتمية إلى جيل الثمانينيات الشعري، وهو الجيل الذي امتاز بالتعامل مع الواقع بكل إشكالياته، وتعدّ دواوينه: «شهادات حب، امرأة فوق حدود المعقول، بكائية قمر الشتاء، وعليه أوقّع، ما أقل حبيبتي، يرقات، حتى لو، جبرياء، دمعة النّمر وقصائد رجوى» من أجمل ما كتبه خارج إطار القاموس الشعري المألوف. مؤخراً نشر قصيدة بعنوان «لا تصافح يدي» في مواكبة للراهن ذات الصلة بأخطار «كورونا»، وفي حواره مع «الاتحاد» أكد عيسى على أهمية أن تكون القصيدة كقوة ناعمة واحدة من أهم تجليات المواجهة للحروب والأوبئة والكوارث وغيرها مما يحدق بالإنسان. 
وقال عيسى، الفائز بجائزة الشارقة للشعر العربي لعام 2016، حول قراءته للمشهد الأدبي العالمي في ظل أزمة كورونا: لم يختلف المشهد الإبداعي عربياً وعالمياً كثيراً، بفارق واحد أن الجمهور انتقل من الصالات والقاعات والمسارح والمتاحف، إلى عزلة البيوت، حيث أصبح البث الرقمي والافتراضي للإبداع الإنساني في مجالات الآداب والفنون والتعبير بأشكاله متاحاً كالماء والهواء، لكن في المجمل أعتقد أن الزمن الكوروني سيعيد هندسة العالم ثقافياً وأدبياً، وسيعود المبدعون للطبيعة الأم، كما سيكتبون في ظلال الروحانيات والصوفيات، وقد سجّل التّاريخ أن الحروب والأوبئة والمجاعات والاضطرابات قد دفعت لنا بأروع الكتّاب والمبدعين والمثقفين، الذين سيدعون من خلال منجزاتهم الإبداعية إلى مزيد من المحبّة الكونية، ومزيد من التّسامح وتقبّل الآخر. 
 وعن علاقته بالمشهد الثقافي الإماراتي، يقول د. راشد عيسى: أجمل ما في هذا المشهد هو التناغم الجميل بين أجياله المختلفة، من حيث التواصل وحوار التجارب، وتكمن جماليته في محافظته على أصالته وهويته، واحتضانه لأهم الجوائز الأدبية، وهو ما جذب إليه كبريات المؤسسات العربية والعالمية ذات الصلة، وتحفيزه للمبدعين في جميع أنحاء العالم للمشاركة في تكريسه ضمن معادلة الأصالة والمعاصرة، وتحت مظلة أن الإمارات أصبحت المركز والمصنع الثقافي العربي الذي يؤمل عليه. 
وحول تجربته الطويلة مع القصيدة، يقول: ما زلت أكتشف بعد كل قصيدة أن الشعر الحقيقي الفاعل سماوات أتسلقها بسلم خشبي، وسأبقى على الدوام أنظر إلى القصيدة على أنها تجريب مستمر وحرث دائم في أرض اللغة الخصبة، الشعر في تقديري جوّاب المراحل، قفّاز عن الأمكنة والتحولات، متجدد، ساخر بأي كينونة جاهزة، اكتشفت بعد كل هذه السنوات أن القصيدة الإنسانية الصافية هي عزائي وسلواني، كلما تراكمت أرباحي الخاسرة بامتياز، واليوم أرى أن المرحلة تحتاج إلى شاعر رؤيا مستشرف على غرار أمل دنقل وأبي القاسم الشابي، نريد شعراً يعيد للإنسان العربي ثقته بأمته ولغته وأحلامه المنهارة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©